رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

لم تهدأ عاصفة الانتقادات وعلامات الاستفهام حول مستقبل مِنَصَّة «تويتر» التي يستخدمها يوميًا 320 مليون شخص، من بين 1.3 مليار حساب، بعد إطلاقها «خدمة التوثيق الزرقاء» مقابل 8 دولارات شهريًا!

كما لم تكن ردود الملياردير الأمريكي «إيلون ماسك»، الذي استحوذ على «تويتر» كافية للإجابة على تخوفات المستخدمين، بإعلانه حصول المشتركين على الأولوية في الردود والبحث، والقدرة على نشر محتوى فيديو وصوت أطول!

إن النتائج الأولية أظهرت سجالًا متصاعدًا حول مستقبل «تويتر»، حيث بدا ذلك واضحًا في ردود أفعال كبريات الشركات العالمية، التي أوقفت إعلاناتها بشكل مؤقت، فيما رفض 80% من المستخدمين دفع مقابل!

نتصور أنه منذ استحواذ «إيلون ماسك» على «تويتر»، والقلق يتزايد من توجهات «المالك الجديد»، الذي لا يتوقف عن إثارة الاضطرابات في كل سوق يدخلها، ولعل آخرها عندما اقتحم سوق العملات المشفرة في العام الماضي.

لعل أبرز تداعيات صفقة الاستحواذ على «تويتر» تتعلق بتأثيراتها المحتملة على الأمن القومي الأمريكي، خصوصًا أن «مالك المِنَصَّة» يسعى لجذب المستثمرين الأجانب للمساعدة في تمويل شراء الشركة، بما فيها كيانات اقتصادية لها ارتباطات بحكومات أجنبية، وكذلك علاقات شركته الكبرى «تيسلا»، بالسوق الصينية.

كما أن الضَّجَّة الإعلامية المثارة منذ استحواذ «إيلون ماسك» على «تويتر»، بمثابة أفضل دعاية مجانية إلى مِنَصَّة التغريد الأشهر في العالم، والتي تعيش منذ أسابيع انقلابات جذرية في سياساتها، وتغييرًا كبيرًا في بنائها الإلكتروني وميزاتها تجاه المستخدمين.

ربما ما يلفت الانتباه أن خطوة توثيق «تويتر» للحصول على العلامة الزرقاء يعني هيمنة أكبر على المِنَصَّة، خلافًا لـ«فيس بوك» الذي يركز أكثر على الإعلانات للترويج، ولذلك نتصور أن «إيلون ماسك» أكثر ذكاء، عندما لعب على غرائز النفس البشرية للتحكم بالوعي الإلكتروني العام.

إذن، نتوقع ـ بعد إقدام بيع «تويتر» للعلامة الزرقاء مقابل مبلغ سنوي يصل إلى 96 دولارًا ـ أن تُلغى كافة «الحسابات الوهمية»، التي كانت تعتمد على صفقات «بيع المتابعين»، وبالتالي تحويل خدمات «الإنترنت» عبر منصّات التواصل في معظمها إلى سوق لتجارة بيع «الوهم الأزرق»!

أخيرًا.. ليس مطلوبًا من جميع الناس أن يكونوا مشاهيرَ على لا شيء، ولا أن يكونوا مؤثرين من اللاشيء، لأن قادة المِنَصَّات الكبيرة يعملون وفقًا لقاعدة «على الجميع أن يدفع» بأي وسيلة «مالًا، جهدًا، فكرًا، مشاركات، نشر مجاني، تقديم قياسات دقيقة لنبض الشارع»، بكل هدوء ودقة عالية، دون أن يدفعوا لأي مستخدم قرشًا واحدًا!

فصل الخطاب:

ما يحدث من صراع بين مِنَصَّات التواصل الاجتماعي، يستهدف الاستحواذ على مِزاج العالم والتأثير في آرائه وأفكاره، بما يؤثر بشكل ملحوظ ـ ولو بطريقة غير مباشرة ـ في القضايا المصيرية.

 

[email protected]