رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

البداية

تنطلق اليوم الأحد مباريات النسخة رقم 22 من مونديال كرة القدم التى تحتضنها قطر فى أول كأس عالم تقام على أرض دولة عربية بمشاركة 32 منتخباً- للأسف- ليس من بينهم الفراعنة.. وتتجه أنظار العالم كله إلى العاصمة القطرية الدوحة التى استعدت للحدث الكبير وأنفقت ما يزيد عن 250 مليار دولار، وهو يزيد عن قيمة ما تم إنفاقه على جميع ما أنفقته جميع الدول التى استضافت كأس العالم فى النسخ الـ21 السابقة.. مبلغ خيالى تم إنفاقه على كافة التجهيزات من منشآت وملاعب وفنادق وغيرها لكى تضمن خروج هذه النسخة من المونديال بصورة خيالية.

بعيداً عن الساحرة المستديرة والمستطيل الأخضر والمنتخبات الكبيرة المشاركة وأسماء النجوم والمتعة المتوقعة من أدائهم المتميز.. وضربة البداية بلقاء قطر مع الإكوادور فى الافتتاح اليوم.. ستكون قطر على مدار أكثر من شهر أمام مجموعة من الملفات المهمة والبعيدة عن كرة القدم والتى سيتم فتحها خلال البطولة.. فى مقدمتها ملف المثلية الجنسية التى تدافع عنها العديد من دول العالم.. وتتعارض تماماً مع الدين والقيم وأخلاقيات العالم العربى، وهو ما يعنى أن قطر ستصطدم بهذه الإشكالية خاصة أن بعض المنتخبات الأوروبية المشاركة يمكن أن تثير أزمة بسبب هذا التوجه الذى تدافع عنه وتعلن التحدى باعتزامها وضع علامة قوس قزح الخاصة بالمثليين على الفانلات التى سترتديها خلال المونديال.. كما أن جماهيرها أعدت الأعلام لوضعها فى الملاعب وعليها نفس الشعار.. وهو ما يمكن أن يتسبب فى أزمات خلال البطولة.. وأبدت هذه الدول تعجبها وامتعاضها من رفض المثلية الجنسية، وتؤكد أنها حرية شخصية.. فى الوقت الذى أعلنت فيه قطر عن أنها ستطبق القانون وأن على جميع المشاركين احترام البلد المضيف وعاداته وقوانينه.

القضية الثانية تتعلق بقرار الفيفا منع تناول الخمور فى الملاعب والمنشآت المحيطة بها وهو أمر من الممكن أن يتسبب فى أزمات عديدة خاصة أن أعداداً كبيرة من الجماهير أبرزها الجمهور الإنجليزى لا تستغنى عن الخمور والبيرة فى أى مكان ومن بينها الملاعب.. كما أن أحد الرعاة الأساسيين للمونديال منتج وصاحب مصانع شهيرة للبيرة.. فهل ستنجح قطر فى تطبيق هذا القرار.. أم أنها ستصطدم حال تطبيقه بجماهير العديد من المنتخبات المشاركة التى أبدت انزعاجها من القرار وبدأت فى الهجوم عليه مبكراً فى وسائل إعلامها قبل انطلاق البطولة؟.. علاوة على سفارات العديد من الدول التى أعلنت عن أنها ترفض المساس بمواطنيها من قبل السلطات التى ستتولى عملية تأمين المونديال.

القضية الثالثة.. تتعلق بحقوق الإنسان وما تردد خلال السنوات الماضية وتحديداً منذ اختيار قطر لتنظيم المونديال والبدء فى بناء ملاعب ومنشآت حديثة وصراعها مع الزمن للانتهاء من كل هذه الأعمال الضخمة مما استدعى تكثيف ساعات العمل وما تردد عن التجاوز فى حقوق العمالة التى شاركت فى هذه الأعمال، وأن هناك حوالى 6 آلاف عامل راحوا ضحية هذه الظروف الصعبة.. وتستعد العديد من جمعيات حقوق الإنسان لاستغلال التجمع العالمى خلال المونديال لفتح هذا الملف.

سنتابع المونديال داخل الملاعب وخارجها.. ونتمنى أن تنجح قطر فى تنظيم البطولة وأن يقدم النجوم الكبار فى مختلف المنتخبات المشاركة كل ما لديهم من إمكانيات ومهارات كروية.. وأن تتمكن قطر من الخروج بسلام من نفق الملفات التى تنتظرها.

[email protected]