رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقي

 

 

محظوظ، لا ريب، من تتاح له فرصة زيارة مكتبة محمد بن راشد بدبي، إذ سيرى العجب العجاب مما يسر العين ويمتع العقل ويثرى الوجدان، وسأشرح ذلك توًا.

تقع المكتبة فى منطقة (الجدّاف) على شاطئ خور دبي، والخور عبارة عن لسان مائى ينبثق من الخليج العربي، وتتكون من دور أرضى تعلوه سبعة طوابق، وقد اتخذ تصميمها الخارجى هيئة المسند الخشبى الذى يحمل كتابًا مفتوحًا، كما يوجد أسفل الدور الأرضى سرداب يحتوى على قاعات وغرف متعددة للحفظ الرقمى والترميم والطباعة.

بدعوة كريمة من المثقف الإماراتى الكبير القاص الأستاذ محمد أحمد المر، رئيس مجلس إدارة المكتبة، توجهت إلى هناك بصحبة صديقين عزيزين، حيث استقبلنا الرجل بابتسامة محببة وروح عاشق للثقافة والفن والإبداع، ثم قادنا للتعرف إلى كنوز المكتبة ويا لها من كنوز.

أكثر من 600 ألف كتاب مطبوع تزين أرفف المكتبة، علاوة على ما يزيد على مليون كتاب إلكترونى ومسموع، فضلا عن آلاف المجلات العربية بأعدادها الكاملة تقريبًا. مجلات صدرت فى العواصم العربية المختلفة فى أوائل القرن الماضى وحتى منتصفه ستزين أعدادها الكاملة أرفف المكتبة، وقد تم تجليدها بشكل ممتاز يحفظها لعقود قادمة.

حتى الأطفال لهم نصيب معتبر فى المكتبة، حيث خصص الدور الأرضى لاستيعاب الطفل بكل ما يلزمه من مكان مريح وكتاب مناسب وألعاب ترفيهية وأوراق وألوان إلى آخره، حتى يتفجر بداخل الطفل أى ملكة مستترة هنا أو هناك، فيرسم ويعزف ويغنى ويكتب ويقرأ ويلهو ويمرح، وإذا جاع أو عطش، هناك كافيه صغير يقدم المشروبات المختلفة والمأكولات الخفيفة.

الدور السابع يحمل اسم (ذخائر المكتبة)، ويا لها من ذخائر مذهلة نادرة، وهكذا تعرفنا على خرائط للعالم رسمت فى القرن السابع عشر، ورأينا الطبعات الأولى، وأكرر الأولى، من أعمال الكوكبة العظيمة من مثقفى العالم ومبدعيه، أمثال شكسبير وجوته وفيكتور هوجو وتولستوى ونيتشة وطه حسين ونجيب محفوظ، كما أدهشتنا الطبعات النادرة للكتب المقدسة، مثلما أسعدتنا المخطوطات والمصاحف التى تعود إلى القرن الثانى الهجري.

من النوادر أيضا المجموعة الكاملة لموسوعة (وصف مصر) التى وضعها علماء الحملة الفرنسية، وقد حُفظت فى خزانة ضخمة صنعت خصيصًا لهذا الغرض.

أما (القلمدان) النادرة باهظة الثمن، فمصنوعة من الذهب والأحجار الكريمة وتعود إلى أحد سلاطين المغول (1368 م)، والقلمدان تضم أدوات الخطاطين من أقلام وريش ومحبرة.

للمسرح نصيب كبير أيضًا فى تصميم المكتبة، فهناك قاعة مسرح مجهزة على أحدث طراز وتسع لنحو 900 مقعد، لاستقبال العروض الفنية المختلفة.

اللافت أن أثاث المكتبة تميز بالأناقة والجمال والبساطة، وللعلم فقد تكلف تشييد المكتبة نحو 300 مليون دولار!

لا يمكن أن أختم دون أن أتوجه بالشكر الجزيل للأستاذ محمد المر، وأقول بيقين تام: مكتبة محمد بن راشد فخر لدبي... فخر لدولة الإمارات... فخر لكل مبدع ومثقف عربي.