البداية
تشعر بالأمل فى مستقبل أفضل عندما تتابع افتتاح أحد المشروعات القومية التى تعتبر نقلة نوعية وقفزة عبر الزمن لمواكبة التقدم الذى وصل إليه الكثير من الدول المتقدمة.. وبدعوة كريمة من فريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى.. وبتشريف الرئيس عبدالفتاح السيسى شاركت أمس فى حضور افتتاح مركز التحكم الرئيسى للشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة بالمقطم والقمر الصناعى المصري «طيبة ١».. وهو من الخطوات المهمة التى تنطلق بها مصر نحو تحقيق حلم التحول الرقمى، وتعتبر العمود الفقرى لاتصالات الجهات الإدارية بالدولة من خلال ميكنة كافة القطاعات الحكومية بالدولة لتقديم خدمات أفضل وتسهيل وتنظيم العديد من جوانب الحياة اليومية للمواطنين..
وهو من المشروعات القومية المهمة التى تؤكد مدى إصرار القيادة السياسية أن تنظر للأمام، وتعمل من أجل مستقبل أفضل مهما كانت التحديات الاقتصادية التى تواجه العالم كله؛ ويتخذها أعداء النجاح وهواة الهدم ذريعة للهجوم على الدولة وقيادتها..
والشبكة الوطنية هدفها الأساسى سرعة مجابهة الطوارئ والأزمات، وهى مؤمنة ضد كافة المخاطر على المرافق الحيوية للدولة مثل الكهرباء والمطارات والبترول والإسعاف وغيرها فى ظل التحديات الحالية والمستقبلية محلياً وإقليمياً ودولياً..
وقد سعت القيادة السياسية إلى ذلك بعد أن تأكد أهمية تأمين البيانات الخاصة بهذه الجهات، وأنها تتطلب وجود منظومة اتصالات متطورة ومؤمنة تضمن الحفاظ على البيانات الحكومية وصون أصول الدولة من خلال شبكة محمول حكومية موحدة ومؤمنة تم إنشاؤها بطريقة قياسية واحترافية تنعكس بالإيجاب على المواطنين.. وقد تم تصميم الشبكة لتضاهى كبرى الشبكات الدولية العالمية العاملة فى هذا المجال.. واستمرت الدراسة والتجارب حتى يوليو 2020 عندما وجه الرئيس بإنشاء الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة وتعميم استخدام خدماتها وإمكانياتها وتطبيقاتها لتحقيق السيطرة الكاملة والتعاون بين جميع الجهات المعنية لمجابهة المواقف الطارئة..
وتهدف الشبكة إلى توحيد شبكات الاتصالات الخاصة بكل جهة حكومية بشبكة واحدة مؤمنة تدعم التحول الرقمى الآمن وتحفظ خصوصية بيانات الدولة.. وإتاحة كافة البيانات والمعلومات الدقيقة لمتخذى القرار على كافة المستويات وتحقيق سرعة رد الفعل وتقليص زمن الاستجابة للحدث خاصة فيما يتعلق بالحوادث والأزمات..
وما يزيد من الفخر والثقة أن تصميم وبناء وإدارة الشبكة تم بفكر وسواعد مصرية بالاستفادة من كافة التجارب العالمية فى هذا المجال..
وتعمل الشبكة بتكنولوجيا متطورة، كما أنها تساهم فى دعم خطط التنمية المستدامة ومتابعة معدلات المشروعات القومية..
وتخدم الشبكة مختلف القطاعات، وأهمها القطاع الصحى.. وهو من أهم القطاعات التى سيشعر بها المواطن، لأنها تحقق التكامل والترابط بين الدوائر الصحية وهيئة الإسعاف والمستشفيات.. وبنفس الطريقة قطاعات أخرى غاية فى الأهمية مثل الكهرباء والبترول والمياه والصرف الصحى والثروة المعدنية والسياحة بهدف تقديم خدمات حديثة ومؤمنة ومعلومات دقيقة لاتخاذ خطوات إيجابية فى سبيل نهضة مصر وتقدمها..
المشروع يحتاج إلى نشر الوعى المجتمعى بأهمية التحول الرقمى، خاصة أنه سيخدم حوالى 6 محافظات حتى الآن.. وقد حصل الرئيس خلال تفقده المشروع أمس على وعد من المسئولين عن تنفيذ وتشغيل الشبكة أنه سيتم تغطية باقى محافظات مصر خلال 4 شهور من أجل حياة أفضل وأكثر استقراراً وأماناً لكل مصرى..