عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

ربما يكون المسلسل الأطول في العالم، الذي تتواصل حلقاته، ويستمر عرضه للعام الخامس بعد المائة، ليستحق عن جدارة، قصة التراجيديا الأكثر وجعًا وإيلامًا عبر التاريخ.

إنه مسلسل «وعد بلفور»، الذي بدأ عرضه «رسميًا» في 2 نوفمبر 1917، وتتواصل حلقاته بـ«نجاح»، ليحكي قصة وعد «مَن لا يملك، لمَن لا يستحق».. وعدٌ مصبوغ بذكريات مريرة ممزوجة بالألم والوجع والضياع!

تدور أحداث المسلسل عن سرد مؤامرة لفصل الروح عن الجسد، ومحاولة تغيير طبيعة الجغرافيا، وتشويه مسار التاريخ، بإحلال شعب من العصابات والمجرمين والغزاة، مكان شعب نبتت جذوره منذ آلاف السنين على أرضٍ مباركة.

بطل المسلسل، وزير الخارجية آرثر بلفور، الذي كان محور حلقاته الأولى، عندما تعهد رسميًا ـ نيابة عن حكومة بريطانيا ـ لشخصيات يهودية بارزة، بمنح اليهود وطنًا في فلسطين، على حساب أصحاب الأرض الأصليين الذين يشكلون 95% من تعداد السكان!

وتستمر حلقات المسلسل، الذي تتشعب أحداثه المؤسفة والمؤلمة، دون انقطاع طوال أكثر من عشرة عقود، ليتواصل عرض أبشع مأساة إنسانية على مر العصور، كونها أساس النكبة وضياع فلسطين، ومقدمة مهَّدت لخلق كيان صهيوني وُلد سفاحًا!!

ليس من قبيل المبالغة القول إن كلمة «بلفور» هي إحدى الكلمات السيئة الأكثر تداولًا في القاموس السياسي الشعبي «الفلسطيني والعربي والإسلامي»، على مدى أكثر من قرن، بعد أن مَنَحَ هذا «الوعد» فلسطين، «وطنا قوميًا لليهود بغير حق».. وكلما حلَّت مجزرة أو نكبة جديدة بالفلسطينيين، أو اقترفت دولة الاحتلال «الإسرائيلي» المزيد من النكبات، يُكتفي فقط بلعن هذا التعهد المشؤوم!

إن «وعد بلفور» ليس سوى جريمة حرب مكتملة الأركان وامتداد طبيعي لمخلفات اتفاقية «سايكس ـ بيكو»، خصوصًا أن قوة تأثيره وامتداداته الزمنية مستمرة حتى الآن، بعد أن خلَّف وراءه مأساة إنسانية وواقعَ لجوءٍ كارثي لم يشهد له التاريخ مثيلًا، لتتوالى فصول المأساة في مؤتمر سان ريمو، ثم صك الانتداب، فقرار لجنة بيل، ومؤتمر بلتيمور، وصولًا إلى قرار التقسيم «181»!

مسلسل مشؤوم، منذ بدايته، مع «وعد بلفور» لتستمر حلقاته وأجزاؤه مع التقسيم، والنكبة، مرورًا بكامب ديفيد، ومدريد، وأوسلو، ووادي عربة، وكامب ديفيد 2، ثم خارطة الطريق، وبعدها «فك الارتباط»، فوعد بوش لشارون، وصولًا إلى وعود أوباما وترامب بمنح «إسرائيل»، اعترافًا متجددًا بأن «فلسطين هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي»!

أخيرًا.. نتصور أن مسلسل «وعد بلفور» سوف يتناول في حلقاته الجديدة، التطبيع المجاني، والمفاوضات الفاشلة، وإلغاء حق العودة لملايين اللاجئين، وتحويل مدينة القدس إلى هوية صهيونية محاطة بأسوار وأساطير توراتية!

فصل الخطاب:

يقول «محمد الماغوط»: «من كثرة الطرق التي أصبحت تؤدي إلى فلسطين، صارت القضية في حاجة إلى إدارة مرور»!

[email protected]