رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

عندما يتقدم العمر بالإنسان، ويصل إلى مرحلة من النضوج أو «الضعف والوهن»، ربما تتشكل لديه قناعات مختلفة، قد تشهد تحولًا وتغيرًا في أفكاره وسلوكه، فتكون خطواته التالية محسوبة ومتأنِّيَة!

تلك المرحلة «الحرجة» ربما يصاحبها شعور قاسٍ يعتمد على لوم النفس أو جلد الذات، بشأن حماقات أو مواقف أو قرارات أو أفعال حدثت في الماضي، أو ما قد يسمى «الندم»، الذي يكون تهيئة للنفس وتطهيرًا للقلب!

ربما أصعب شعور على الإنسان هو مجيء «الإبصار» متأخرًا، فيشعر بالندم على أخطاء ارتكبها، أو أشياء ما كان عليه أن يفعلها، أو كلمات اختزلها، أو رأي لم يُفصح عنه، أو مواقف متخاذلة، أو شهادة كتمها.. ليصل إلى مرحلة قد لا ينفع معها أي ندم أو اعتذار!

المؤسف أن كثيرين لا يرغبون في مواجهة الحقائق، ولا يقبلون الاعتراف بالواقع.. فيظلون مكابرين ومعاندين ـ لأنفسهم قبل غيرهم ـ لتبرير مواقف وقناعات في الوقت الضائع، أو محاولة إصلاح وترميم ما أفسده الدهر!

عندما نراجع دفاتر الذكريات، ربما نشعر بالندم على اختياراتنا وقراراتنا، لكننا سنكون قد وصلنا إلى مرحلة نعجز فيها عن تعويض ما فات من حياتنا.. ولذلك علينا أن ننقل تلك التجارب للآخرين، ربما يُدركون تصحيح مساراتهم.

في لحظات المصارحة قد يتمنى الإنسان لو امتلك الشجاعة في لحظات بعينها، لعدم إرضاء الغير، أو الظهور بمظهر يُرضي المجتمع فقط، أو أنه خصَّص وقتًا أطول لما يحب أن يفعله، بدلًا من إضاعة العمر كله في روتين مُمِل، أو أشياء لا قيمة لها!

قد يتمنى الإنسان لو امتلك الشجاعة للتعبير عن مشاعره بصراحة ووضوح، تجنبًا لعدم الصدام مع الآخرين، أو التضحية لأجل أناس لا يستحقون، أو خَوْض حوارات مع آخرين، تحولت إلى انحياز غير مقنع إلى طرف، أو عداء لا مبرر له مع طرف آخر.

قد يأتي وقتٌ يتمنى فيه الإنسان أن يظل على تواصل مع الأصدقاء القدامى، أو تجديد الصداقة معهم، بعد ابتعاد مقصود أو غير متوقع، وكذلك امتلاك الشجاعة بأن تكون علاقته مع شريك حياته مبنيٌّ على الحب والمشاركة، لا العِشرة والتَعوُّد.. فهناك فارق كبير جدًا بين الحالتين!

أخيرًا.. ربما يتمنى الإنسان لو أنه عرف مبكرًا أن الحياة لا تستحق كل ما نفعله من أجلها، وأن المعنى الحقيقي للسعادة، لا يرتبط بالمال أو المنصب أو الشُّهرة، لأنه قرار واختيار يمكن تحقيقه بأقل جهدٍ وتكلفة.

فصل الخطاب:

الدنيا والعمر أقل زمنًا من أن نهدرهما في أفعال وأقوال ومواقف وآراء، قد نندم عليها لاحقًا.. وعلى الإنسان أن يختار ما بين الصدق مع النفس وشجاعة المواجهة، أو الصمت و«تجاهل الخيبة».

[email protected]