رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

 

« إلى مصر قضائي الذي أعانقه وقدري الذي أحتضنه وأين يهرب المريد وشوقه قضاؤه وقلبه قدره». .. هكذا قال الكاتب الصحفي والمؤرخ والروائي الأديب الراحل صلاح عيسى في تقديمه للكتاب الأشهر والأهم «حكايات من دفتر الوطن»، الذي ضمنه حكايات مصرية مذكورة في المؤلفات التاريخية ، ومن بين عناوين هذه الحكايات «الموت على تل العقارب» و»مقتلة الأحد الدامي» و»جلاد دنشواي» و»رصاصات الأمير سيف الدين»، وقد كتبها بأسلوب ساخر دامٍ، كأنه يكتب بمداد من دمه..

وفي كتابه « تباريح جريح « وكأنه شذرات من حدوتة نضال الكاتب .. شئ من السياسة وبعض من الفكر ونماذج من البشر .. وشظايا من الذكريات وبعض القهقهات وسحابات من الدموع والأوجاع معظمها ما يضحك حتى تطرق الدموع وتبكي حتى يذوق اللسان ملوحة الدمع ..

رحم الله كاتبنا الكبير «صلاح عيسى» الذي نحتفي هذه الأيام بذكرى ميلاده ( 14 أكتوبر 1939 ) والذي  شعرت في معيته عندما كنت أكتب بشكل أسبوعي لجريدته الغراء « القاهرة « التي كان يرأس تحريرها ، كم كان الرجل مهموماً بإخلاص بأحوال الوطن والمواطن ، وكم كان مشغولاً بقضايا تحقيق الاندماج الوطني ومناهضة التمييز وتحقيق العدالة الاجتماعية دون ممارسة « الزعيق « و حنجورية الأداء أو الدخول في مزايدات على حساب الوطن ، فضلاً عن مراعاته الرائعة لكل آداب وأصول العمل الصحفي ، فقد كان بالفعل جديرًا بلقب « حارس المهنة « ..

وفي حدوتة من حواديت « عيسى « التي رواها بخفة ظل ، هي التي جاء ذكرها في إحدى مقالاته الأخيرة بعموده الشهير « مشاغبات « ، كتب حول حواديت النفاق العربية والمصرية للحكام ..» أنه في أحد الاجتماعات التي التقى فيها الرئيس مبارك عددًا من المثقفين المصريين ، انتقد أحدهم من المتحمسين لتأييد سياساته ، عدم اهتمام الرئيس بأن يحشد حوله تيارًا يؤيد هذه السياسات ، عبر دراسته لخطبه وتصريحاته ، مما أسفر ـ في تقديره ـ عن اقتصار الجدل السياسي في مصر ، على جناحين أحدهما « ناصري « والآخر « ساداتي « من دون أن يكون هناك تيار» مباركي « داعياً إياه إلى تجميع خطبه وتصريحاته وأنصاره من المثقفين لكي يقوموا بدور الشراح والمفسرين لما في هذه الخطب والتصريحات من أفكار سياسية عميقة ، كفيلة بأن تحشد جماهير الشعب من حولها ، ولكن الرئيس « مبارك» لم يجد في الفكرة التي طرحها  المذكور في حماس مفتعل ما يدعوه للاهتمام بها ، فقاطع صاحب الاقتراح قائلاً   « بصراحة يا فلان أنا لا أجد أي أهمية لطبع هذه الخطب .. ولا أفهم ما الذي تريده بالضبط ، فأرجو أن توضح لي الأمر بدلًا من اللف والدوران الذي حول رأسي إلى حلة ملوخية ! « وضحك الحاضرون .. وضحك الرئيس .. بل وضحك صاحب الاقتراح ، ربما لأنه أراد أن ينافق الرئيس بأن يقدم له طبقًا من « الكوسة « وأن يضيف إلى صفاته صفة المفكر ، فإذا بالرئيس يُغرقه في حلة من الملوخية حولته إلى مسخرة بين الجالسين .. «..

[email protected]