رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

 

نواصل الغوص فى حكايات وهموم البسطاء التى استمعت إليها طوال بقائى فى حجز المستشفى, ونعيش مع هذه المجموعة من البشر التى شاء القدر أن يجمعنى بهم فى وقت عصيب, داعياً المولى عزو جل أن يديم الصحة والعافية على الجميع.

أحدهم رجل مصاب بفشل كلوى وعدة أمراض أخرى, وعندما أرادوا تجهيزه للجراحة كانت نتائج وظائف الكلى غير مناسبة فقرروا تقديم جلسة غسيل الكلى عن موعدها, وبعد عملية الغسيل وقبل لحظات من إدخالة للعملية اكتشفوا ارتفاع ضغطه, فخرج من المسشتفى على أن يعود إليه مرة أخرى بعد تحسن وظائف الجسم وقدرتها على تحمل تبعات العملية, ورغم ذلك لم أره إلا مبستماً راضياً متفائلاً, بل يبث الأمل فى نفوس الجميع بحديثه عن قضاء الله ورحمته ومغفرته, ولا مانع من بعض الدعابات التى تشيع جواً من البهجة والسرور وسط المرضى الذين علت وجوههم كآبة وأصابهم الملل والضجر.

ورجل يحكى قصته الطويلة مع بعض الأطباء الذين ارتفعت أجورهم وسقطت ضمائرهم , لا يقدرون حالات المرضى المادية, ويصرون على إجراء الأشعة والتحاليل فى أماكن محددة تربطهم علاقات بأصحابها, بل يريدون إجراء الجراحات فى مستشفيات استثمارية بمبالغ خيالية تثقل كاهل السواد الأعظم من الناس, بالإضافة إلى الأبحاث التى تتكلف أموالاً كثيرة رغم أنها فى مستشفى جامعى, وفى النهاية يلجأ إلى التأمين الصحى لأنه ما زال أكثر رأفة, رغم بعض التحفظات التى نأمل أن يتم تداركها فى النظام الجديد, ويستطرد الحديث عن حياته التى أمضاها فى العمل الشاق بذمة وضمير رغم تعرضه للضغوط الهائلة التى رفضها جميعاً، ومضى فى طريقه إلى نهايته, ليكافئه المولى عز وجل بنعم لا تحصى ولا تعد بداية من أولاده الذين رعاهم الله، فهم من حفظة القرآن ومن البارين بآبائهم, وكذلك أحفاده لدرجة أنه جمع معظمهم فى رحلات حج وعمرة متكررة.

 مثال حى لمواطن مصرى أصيل يعيش بشرف وأمانة, رافضاً التعلل بالظروف, واضعاً نصب عينيه الخوف من الله, حريصاً على تحرى الحلال والبعد عن الحرام, ليعيدنا إلى الزمن الجميل, ويعطينا الأمل فى غد أفضل.

والآخر شيخ كبير ينتظر جراحة لن تتم لأن حالتة الصحية لا تحتمل التخدير, ولأنه مصاب بفقد الذاكرة يصعب على أبنائه إخباره بحقيقة أمره, فلا هو يستطيع تفهم الموقف فيستريح, ولا هم قادرون على مساعدته فيخففوا عنه, كما أنه يرفض تماماً الطعام والشراب, هذا الرجل من أشهر قليلة كان شعلة نشاط, وفعل كل ما فى وسعه لإسعاد أبنائه, وقدم لهم كل الخير, ورباهم على القيم والمبادئ, فكانوا عوناً له فى الكبر علهم يردون ولو جزءاً يسيراً مما عليهم.

وهنا تبرز فكرة الإهتمام بتخصص «طب المسنين» والتوسع فيه على أن يشمل جميع المستشفيات, لأن هذه الفئة من المجتمع لها حقوق علينا أقلها تقديم العلاج اللازم لهم, وحفظ صحتهم عن طريق التقييم الشامل لهم, وتقديم التثقيف الطبى لهم ولذويهم, والتفرقة بين التشيخ الطبيعى والتشيخ المرضى فى كبار السن للوصول لشيخوخة سليمة بالإجراءات الوقائية, لأن كبار السن لهم خصوصية عن الفئات العمرية الأخرى وذلك لاختلاف أداء أعضاء الجسم لوظائفها.. فهل نفعل؟

[email protected]