عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقي

مع بداية العام الدراسى، تطفو على سطح الاهتمامات الأسرية قضية بالغة الأهمية، وهى مستوى الذكاء الذى يتمتع به أبناء تلك الأسر وقدرتهم على التحصيل الدراسي، الأمر الذى قد ينعكس بالسلب على الأب والأم إذا كان الابن قليل الذكاء فى إحدى المواد الدراسية.

الحق أننا يجب أن نبدى الكثير من الإجلال والاحترام لعالم النفس الأمريكى هوارد جاردنر (مولود عام 1943) الذى لاحظ بذكائه وعلمه وأبحاثه أن هناك تسعة أنواع للذكاء، وأن نصيب كل إنسان من وليمة الذكاء هذه نوع أو أكثر، وهذه الأنواع التسعة باختصار هى بدون ترتيب: الذكاء اللغوي، ويتمثل فى القدرة على انتقاء الكلمات المناسبة للتعبير عن الأفكار والمشاعر والرغبات، ويتجلى ذلك فى اهتمام أذكياء هذا النوع بالثقافة والقراءة والأدب، فرجال مثل أحمد شوقى وطه حسين ونجيب محفوظ ونزار قبانى يتمتعون بذكاء لغوى خارق. وهناك الذكاء المنطقى الرياضى الذى يهب صاحبه مقدرة على حل المسائل الرياضية المعقدة، واستيعاب العلاقات الرقمية بيسر واستخدامها بفطنة، وثالث أنواع الذكاء هو ذكاء معرفة الذات، ويتجلى فى قدرة الإنسان على فهم حالته النفسية وتحولاتها، وأظن أن الفلاسفة والحالمين الكبار أبرز من ينعمون بهذا النوع من الذكاء.

ذكاء معرفة الآخرين هو النوع الرابع وفقا لنظرية جاردنر، وصاحب هذا النوع من الذكاء هو الذى يملك مهارات التواصل والتفاعل مع الآخرين، حيث ينجح دومًا فى العمل الجماعى وإدارته من خلال امتصاصه لغضب المختلفين وتيسير التعامل معهم، أما الذكاء الموسيقي، فواضح من اسمه أن صاحبه هو القادر على معرفة الإيقاعات الموسيقية والتنغم بها والتصفيق معها، ومن المؤكد أن أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم وفيروز من أصحاب الذكاء الموسيقى الشديد.

نأتى إلى الذكاء الفراغى أو البصري، وهو الوعى بالمكان والبيئات المحيطة وما يستتبع ذلك من تذكر للشوارع والحارات، مع فهم للخرائط والرسوم البيانية، أما الذكاء البدنى والعضلي، فهو يبدو فى التوافق بين حركة الجسد وإشارات العقل، فلاعبو الكرة أمثال بيليه ومارادونا وميسى ومحمد صلاح يمتلكون ذكاء بدنيًا مذهلا. والذكاء الثامن هو المختص بعلوم الطبيعة، أى فهم الطبيعة والتمتع بجمالها، مثل علماء البيئة وأولئك المتخصصين فى علم الحيوان والنبات.

أما الذكاء التاسع والأخير فهو ذكاء الوجودية أو ذكاء الحياة، وصاحبه هو المنشغل بأصل الحياة وكيف ظهرت على الأرض، وهل هناك أكوان أخرى غير الذى يحتوينا؟ ثم ماذا بعد الموت إلى آخره.

لا يغيب عن فطنة اللبيب أنه يجوز أن يتمتع شخص ما بذكاء خارق فى نوع، لكنه محروم من الذكاءات الأخرى، فأمير الشعراء مثلا، كان ذا ذكاء مذهل فى اللغة، لكنه (فاشل) تمامًا فى التواصل مع الجماهير، فلا يستطيع أن يلقى شعره فى أمسية على الناس!

لذا، ليتنا نترفق كثيرًا مع أبنائنا المحرومين من أحد أنواع الذكاء التسعة أو أكثر.