رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

استشهد الزعيم أنور السادات وترك خلفه تاريخاً تفخر به الأجيال عندما محا السادات آثار نكسة 5 يونيه 1967 بنصر 6 أكتوبر 1973. صدق السادات وعده للشعب المصري، وسلم الأعلام مرتفعة هاماتها عزيزة صواريها بعد أن استطاع الجيش المصرى أن يلقن العدو الصهيونى هزيمة قاسية.

فى السادس من أكتوبر المقبل عام 2023 نحتفل باليوبيل الذهبى للنصر العظيم بمناسبة مرور 50 عاماً على معركة الشرف والكرامة التى ما زالت روائحها تهفهف فى كل مكان. فى هذا اليوم 6 أكتوبر 1973 كنت تلميذاً فى الصف الأول الإعدادى، كعادتى فى الذهاب مبكراً إلى مقر عملى كنت أقف أمام باب المدرسة فى الساعة السابعة صباحاً رغم أن المسافة بين قريتى ومكان المدرسة تستغرق نحو 90 دقيقة على الأقل بـ«الحمار»، أما مشياً على الأقدام فتستغرق نحو ساعتين.

يوم الضربة الجوية، أو ساعة الصفر التى حددها الزعيم السادات مع قادة القوات المسلحة لبدء حرب الثأر والكرامة، اكتشفت أن باب المدرسة كان مغلقاً من الخارج على غير العادة، حاولت كما حاول زملائى من تلاميذ الصف الأول إلى الصف الثالث الإعدادى بمدرسة الوقف الإعدادية أن نعرف السبب، فلم نحصل على إجابة، وعملت ريترن بالحمار، الصراحة كنت فرحاً بالإجازة التى لم أعرف سببها، ولم نعرف أنها الحرب إلا آخر النهار لأن بلدنا فى هذه الفترة أو معظم الصعيد عموماً كان معزولاً عن العاصمة تماماً، كنا نعيش فى ظلام دامس لعدم وجود كهرباء، وكنا نعانى من غياب المعلومات لعدم وجود إذاعة ولا تليفزيون فى بلادنا، لكن كان عندنا انتماء للوطن، وكنا ننتظر اليوم الذى نأخذ فيه بثأرنا من وكسة عام 1967.

الاستعدادات لحرب الكرامة شارك فيها كل أبناء البلد الذين كانوا فى سن التجنيد بالقوات المسلحة، بعضهم قضى نحو 10 سنوات شاركوا فى حربى 67، 73، بعضهم أصيب فى الحروب، وبعضهم قتل، أو تعرض للأسر، لكن الجميع انتصر، وعمت فرحة نصر أكتوبر جميع البيوت، أمهات الشهداء والمصابين كن يتسابقن لتهنئة أمهات العائدين من المعركة، وآباء الشهداء كانوا يستقبلون العائدين من الحرب على الشارع الرئيسى للاحتفال بهم.

بعد وقف إطلاق النار استوعبت كل تفاصيل المعركة، كانت الأخبار تصلنا من العائدين من القاهرة لزيارة القرية.

تعلقت بحب السادات من الصغر وبكيت عليه بالدموع الغزيرة وأنا طالب فى الجامعة بعد استشهاده عندما أطلق عليه الإرهابيون رصاص الغدر وهو يحتفل مع القوات المسلحة والشعب المصرى بالذكرى الثامنة لنصر أكتوبر يوم 6 أكتوبر 1981. تذكرت يومها الجنازة التى أقمناها للزعيم جمال عبدالناصر فى مدرسة العرب والنجاجرة الابتدائية يوم 28 سبتمبر 1970 وهو يوم وفاة الزعيم عبدالناصر، بعد العزاء فى المدرسة خرجنا نطوف شوارع القرية نحن تلاميذ الصف الخامس الابتدائى وباقى الصفوف من الرابع حتى الأول الابتدائى ونحن نهتف بصوت مبحوح: يا جمال يا نور العين سايب مصر ورايح فين، تحية لجميع شهداء الوطن وإلى روح الزعيم أنور السادات بطل الحرب والسلام الذى أضاء مشاعل النور وبدد الظلام بنصر خلده التاريخ.