رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

مرت 45 عاماً على إعلان الرئيس أنور السادات أمام مجلس الشعب فى 9 نوفمبر 1977 عن استعداده للذهاب إلى إسرائيل إلى «بيتهم» الكنيست لمناقشة السلام، وحصل السادات على تصفيق حاد ولم يعتقد النواب أنه جاد بشأن ما كان يقوله.

وبدأ السادات رحلته يوم 19 نوفمبر.

والتى تضمنت زيارة القدس وأداء صلاة عيد الأضحى فى المسجد الأقصى، وأمام الكنيست الإسرائيلى فى اجتماع خاص - ألقى السادات خطابه الذى تضمن خمسة مبادئ وهى إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى العربية بعد يونية 1967، والاعتراف بالحقوق الأساسية للشعب الفلسطينى، وحق كل دول المنطقة فى العيش فى سلام داخل حدودهم الآمنة، والتزام جميع الدول فى المنطقة بإدارة علاقاتهم فيما بينهم بما يتمشى مع أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وإنهاء حالة الحرب بالمنطقة.

ولقد عاش جميع المواطنين فى مصر وفى البلاد العربية بل وفى دول العالم أجمع هذه الأيام مع أجهزة وأدوات الاتصال والإعلام المحلية والاقليمية والعالمية التى نقلت هذا الحدث العظيم الذى أخذ أنفاس جميع البشر، فتابعوه وعايشوه وتأثروا به.

وعاد السادات من رحلته وسط أصداء عالمية متفائلة، وخرج الشعب المصرى تأييدا للرئيس رجل السلام فى المنطقة، وألقى السادات يوم 26 فبراير 1977 بيانا عن رحلته أمام مجلس الشعب.

شهدت الزيارة بعض المواقف الطريفة والمحرجة، فعندما هبط السادات من الطائرة، وبدأ فى مصافحة المستقبلين من الوزراء والسياسيين الإسرائيليين، وجاء الدور لمصافحة جوالد مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية فنظر إليها السادات مبتسما وقال لها: أتعرفين ماذا يقولون عنك يا مستر مائير فى مصر، وردت مائير وقد بدت عليها ملامح الدهشة، وقالت: ماذا يقولون عنى فى مصر يا سيادة الرئيس؟ فرد السادات يقولون إنك أجدع رجل فى إسرائيل.

توقفت جولدا مائير عن الكلام وصمتت من المفاجأة فى محاولة لكى تفهم ما يعنيه السادات، لكنها استجمعت شجاعتها وقالت: سأعتبر ذلك مدحًا يا سيادة الرئيس، فضحك السادات بصوت مسموع وضحك معه كل المستقبلين الإسرائيليين.

فى اليوم التالى وعقب خطابه فى الكنيست وفى حفل عشاء داعبت رئيسة الوزراء الإسرائيلية، أنور السادات، قائلة: «أنا امرأة عجوز وأتمنى أن أرى اليوم الذى يأتى وفيه سلام بين إسرائيل وكل جيرانها».

وضحك السادات، لوصف رئيسة الوزراء الإسرائيلية نفسها بالسيدة العجوز، وعلقت مائير بالقول «سيدى الرئيس لقد كنت دائما تقول عنى امرأة عجوزاً، وأنت الآن عجوز مثلى وأهنئك بقدوم حفيدتك الجديدة، وأقدم لك هدية متواضعة بهذه المناسبة»، وقبل السادات الهدية! وكانت المناسبة بالفعل ولادة ابنة السادات لمولودة جديدة فى نفس اليوم الذى هبطت فيه طائرته فى إسرائيل.

وفى لقاءين آخرين بـمناحم بيجين رئيس وزراء إسرائيل، طلب بيجين من السادات أن يوجه له الدعوة لزيارة القاهرة، فرد السادات قائلا: سأوجه لك الدعوة لزيارة سيناء، واستدرك بيجين متسائلا فى استنكار قائلا: سيناء.. إذا كان اللقاء سيتم فى سيناء فسأوجه لك أنا الدعوة على اعتبار أن سيناء كانت لا تزال تحت سيطرة الإسرائيليين.

وفى نفس اللقاء طلب بيجين مفاوضات مع العرب، فقال له السادات سنفتح خطا ساخنا للتفاوض، ورد بيجين بالقول إنه يخشى من الخط الساخن فى الجبهة والحرب.

خطاب السادات، فى الكنيست كان مليئاً بالإشارات والكلمات التى قصد بها احراج إسرائيل وكسر غرور قادتهم، حيث قال فى إحدى الفقرات إنه يعترف بوجود دولة إسرائيل كواقع، ولذلك فهو مستعد لعقد تسوية معها، لكنه لم يعترف بها كدولة يهودية.

وانتهت زيارة السادات للقدس بنتائج لم يتوقعها أحد، وبعدها بعامين تم توقيع معاهدة السلام فى كامب ديفيد، لتكون أول معاهدة صلح بين إسرائيل ودولة عربية منذ إعلان قيام الدولة العبرية.