رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

 

«عزيزنا العميل: يُرجى العلم بأن هذه المكالمة قد تكون مسجلة لأغراض التدريب والجودة».. ربما تلك العبارة الأشهر التي يتكرر سماعها يوميًا، عند الاتصال ببعض مزودي الخدمات أو المؤسسات والشركات والبنوك.. وغيرهم.

رسالة يألفها الناس، واعتادوا سماعها بانتظار التحدث إلى أحد موظفي خدمة العملاء، لتصبح إحدى سياسات جودة الخدمات المقدَّمَة للمتعاملين.. لكن هناك بعض السفهاء الذين كلما ظهرت تكنولوجيا جديدة، يتعاملون معها بنوعٍ مِن الانتقائية، فيأخذون كل سيئ وقبيح، ويتركون كل ما هو مفيد ونافع!

ربما تكون إحدى المظاهر السلبية، قضية التسجيلات الصوتية، التي تعتمد على تسجيل المكالمات للآخرين، من خلال خاصية متوفرة في جميع الهواتف الحديثة.. ورغم أنها غير أخلاقية ومجَرَّمَة قانونًا، إلا أن أضرارها تهدم كافة الروابط الاجتماعية والإنسانية.

تلك الظاهرة المنتشرة، تكاد تكون ثقافة شبه عامة، خصوصًا في أوساط الشباب، بعد ظاهرة تفشي تسريب المكالمات لشخصيات عامة، خلال السنوات الأخيرة، وبالتالي أصبح انتهاك الخصوصية وتسجيل أصوات ومكالمات الآخرين دون علمهم، عُرْفًا أكثر شيوعًا، بل إنه أحيانًا لم يعد مُسْتَغْربًا أو مُسْتَهْجَنًا!

ورغم أن ظاهرة تسجيل المكالمات «صوتية أو مرئية»، تعتبر جريمة إلكترونية وانتهاكًا للخصوصية، إلا أنها تتنافى كليًّا مع الأخلاق والتربية السليمة، خصوصًا عندما يتم اللجوء إليها عند وقوع خلافات، لتأكيد حقٍّ أو تقديم دليل وإثبات على صحة الادعاء!

عندما نتحدث عن تلك الظاهرة غير الأخلاقية، التي يتعرض لها الكثيرون، فإننا نريد إلقاء الضوء على بعض الظواهر التي خلَّفتها التكنولوجيا الحديثة، وساهمت كثيرًا في اهتزاز وانعدام الثقة في التعامل بين الناس، ولذلك لا يمكن الحصول على حقٍّ أو إثبات أمرٍ في العلاقات الإنسانية والاجتماعية بوسائل خبيثة.

لعل أبرز ما تسببه تلك الظاهرة وغيرها، أنها قد «تُوَرِّط» البعض في مشكلات اجتماعية، وبالتالي خَلْق أجواء من الحذر وانعدام الثقة وفقدانها، وعدم الاحترام، إضافة إلى سوء النية والمقاصد غير النزيهة، التي لا يكون التسامح فيها واردًا على الإطلاق.

إن تسجيل المكالمات وتسريباتها، أمر مرفوض تمامًا، لأنه يعد إفشاءً للسر وغيابًا للأمانة، واستغلالًا وابتزازًا لحُسْن النوايا المدفوع مقدمًا، كما أنه يُشعل العداوة والبغضاء والكراهية، في زمن فشلت فيه اختبارات المصداقية والشفافية.

بكل أسف، نعيش في عالم «التوحد التكنولوجي» الذي أصبح واقعًا افتراضيًا مُزْرِيًا، نتيجة الإفراط في استخداماته السلبية، ولذلك لا غرابة أن يصل بنا الحال إلى مرحلة «الانحطاط»، بعد الانسلاخ من قِيَمنا، التي حَملت على الدوام طابعًا خاصًا وبصمة مميزة، وبالتالي أصبحنا غارقين في وَحْلِ التخلف والجهل!

فصل الخطاب:

في قاموس حياتنا أصبح الواقع «الملوث أحيانًا، والمتناقض كثيرًا»، يعني القبول أو الانصياع لقيمٍ سلبيةٍ صارخةٍ، تُجَسِّد واقعًا مريضًا، واعتباره مقياسًا للسلوك!

[email protected]