رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقي

تابعت باهتمام، كما تابع الملايين، مراسم تشييع الملكة إليزابيث الثانية يوم الاثنين 19 سبتمبر الجاري، كما شاهدت بشغف مراسم تنصيب الملك تشارلز الثالث فوق عرش المملكة المتحدة، الأمر الذى أثار فى مخيلتى تسع ملاحظات أطرحها عليك من واقع ما جرى فى هذين الحدثين.

1- هذه هى المرة الأولى التى يشاهد فيها سكان الكوكب على الهواء مباشرة هذين الحدثين الجليلين، ما أثبت أن الإنجليز يمتلكون مهارات فائقة فى التنظيم والانضباط والإبهار.

2- بدت الطقوس المصاحبة للتشييع والتنصيب كأنها قادمة من قرون خلت، من أول أزياء الجنود وقبعاتهم حتى الخيول السود وضربات المدافع، فهل يمكن أن تستمر هذه الطقوس مع القرن الحادى والعشرين؟.

3- تجلى بوضوح الدور الكنسى الكبير فى إجراءات الصعود إلى العرش للتنعم بالسلطة، أو الهبوط تحت الأرض فى رحلة اللاعودة، فهل يتوافق ذلك مع الحديث عن فصل الدين عن الدولة وسياستها؟ أم أن هذا الدور ورثته المملكة من عهود قديمة كان صوت الكنيسة فيها هو الأعلى فى حياة الناس ومماتهم ومؤسساتهم الرسمية؟ علما بأن الملكة ثم الملك هو الرئيس الأعلى للكنيسة.

4- الدموع الساخنة التى رافقت جنازة الملكة، والتى ذرفها أناس من أجيال مختلفة فى المملكة المتحدة تؤكد كم يحتاج الإنسان إلى رمز بشرى يصبو إليه ويمنحه الشعور بالأمان.

5- هل البقاء فى الحكم مدة طويلة جدًا ينسج علاقة حنين خاصة بين الحاكم وشعبه، فإذا مات الحاكم شعر الشعب باليتم والفقد والخسران؟ وإذا كان هذا صحيحًا فى بلدان العالم الثالث المحرومة من التعليم الكافى والثقافة الرفيعة، فكيف نفسر هذا السيل من الأحزان الذى شاهدنا آثاره فى وجوه أبناء بريطانيا، تلك الدولة العظمى؟.

6- قيل إن حكومة المملكة أنفقت نحو 35 مليون دولار على مراسم تشييع الملكة، فإلى متى سيوافق الشعب هناك على هذا البذخ فى الإنفاق على المؤسسة الملكية (تأسست الملكية فى إنجلترا عام 925، أى قبل أكثر من ألف سنة)، علمًا بأن هذه المؤسسة تنفق سنويًا ما قيمته 120 مليون يورو.

7- لماذا أشرفت الملكة بنفسها قبل رحيلها على ترتيبات جنازتها أكثر من مرة، وهو أمر نادر الحدوث، فهل رغبت الملكة فى أن تخرج جنازتها للناس فى (أبهى صورة)، حتى ينسى العالم الجنازة المهيبة التى جرت للأميرة ديانا زوجة ابنها المطرودة من رحمة القصر، كما لاحظ بذكاء صديقى السورى فراس عبو؟.

8- هل أثارت طقوس الجنازة التاريخية غيرة أبناء فرنسا، الذى أسقطوا الملكية وقتلوا ملكهم فى ثورتهم الشهيرة التى اندلعت فى 1789؟ أم أنهم سعدوا لأنهم تخلصوا من إرث قديم لا يناسب تطورات العصر؟.

9- ترى.. هل سيكرر الملك الجديد، بعد عمر طويل، طقوس ما جرى مع الملكة القديمة؟.