رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

 لم يعد الشعر ممكنًا فى لبنان - وطن الشعر - الذى كان - مات محمد على شمس الدين (١٩٤٢ - ٢٠٢٢). عرفت شاعرنا الكبير. أثناء زيارته للقاهرة لحضور مؤتمر أدبى كبير وأهديته ديوانى (المراوغ).. كان هذا فى نهاية الثمانينيات. وتحدثت معه حول الشعر والحداثة.. وغيرها من قضايا الفكر.. ثم وعدنى أن يرسل لى ديوانه الجديد - حينئذ - (أما آن للرقص أن ينتهى). وأرسله لى بعد أسابيع من سفره. أحسست من يومها أنه صار صديقًا برغم قامته وأستاذيته، فقد حقق نجاحات شعرية مميزة خلال قصائده وقفزات فلسفية فى دراساته التى جمعت بين التاريخ والأدب الإسلامى وإلى جانب ذلك، فقد تعمق فى دراسة الأدب الفرنسى وتمكن من أن يشارك فى نقد قصائد الشعر الفرنسى خلال مجلاتهم الأدبية.. ومن أشهر مقالاته ما كتبه عن المجهول فى ديوان بودلير.. ولكن شمس الدين تأثر بالشاعر المناضل بابلو نيرودا.. فى كثير من قصائد شمس كان يرثى الوطن العربى بقدر ما كان جياشا لرسم خريطة جديدة.. لقد وجد فى هذه الرؤية المتشابكة لقواعد إزالة الجمود الفكرى الطويل لطريق كاد أن يغلق؛ أو على أقل تقدير ان يعتدل ميزان المفردات الأدبية الموجودة؛ تلك التى حفرت فى ذاكرة الوطن وتاريخنا أرقاما غير عادلة وتوصيات لمستقبل باهت.

لعل حلم التغيير والتثوير كانت تتحكم فى جينات الشاعر الذى برغم كل مخاوفه لم تكن هناك ثغرة بين أشعاره وبين دراساته الأكاديمية.

قابلت شمس الدين مرة أخرى منذ عامين زار القاهرة والأقصر ولكن المدهش انه برغم التدهور الواضح فى منطقة الشرق الأوسط.. والتشتت الإبداعى فى أغلب الأشكال الأدبية. برغم ذلك كله إلا أنه كان متفائلاً هادئًا فى مناقشاته. أسعدنى انه فقد تشاؤمه الذى ربما ورثه من السابقين صلاح عبدالصبور والبياتى وادونيس وجوزيف حرب وخليل حاوى. كان حديث شمس الدين يدعو إلى الحوار وليس الرثاء أو الاعتزال والهروب.

رحل الشاعر النبيل محمد على شمس الدين حاملا معه ثمانين عاما وعشرين ديوانا من الصدق والبراءة واليقين النورانى الأعلى.

لم تعلمنى كيف تكفن القصيدة

وقد غسلناها بدمع المحاجر

ولم تعلمنى كيف يدفن الشعر

ولم تخبرنى ان للشعر مقابر

حفرت كل تراب بيروت يا أبى

فما وسعتك بيروت يا أيها الشاعر

فأين أوارى جسدك المقدس

وكيف ترثيك فى الموت المنابر..

Nader nashed [email protected] gamail com