عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

 

عندما يقال «إننا شعب عاطفي»، فذلك لأننا ببساطة ننساق خلف المشاعر التي قد تُظهر الأشياء على غير حقيقتها، لنعاني ازدواجية مفرطة، باتت تُعمي الكثيرين عن رؤية الحقائق.. فلا أحد يريد أن يسمع أو يرى، سوى ما يقرره فقط!

منذ عقود، ابتلينا بمَن يُسَمَّوْن «الدعاة الجدد»، الذين «طفحوا» على مشهد حياتنا كالطفيليات، وتصدروا المشهد الديني حتى وقتٍ قريب.. رغم أن غالبيتهم لا يستحقون أن يكونوا أشباه علماء!

ربما «البطل العظيم لمعارك التريندات» ـ الذي لا يستهويني كغيره ـ هو ما حفَّزني على إعادة الكتابة عن تلك الظاهرة، التي كادت تختفي، بعد كسادٍ واضحٍ لـ«سوق الدعوة»، التي حوَّلت الدين إلى «بزنس» مربح!

أزعم أنني لستُ واحدًا من متابعي «بطل التريندات»، أو المتأثرين بمنشوراته وفيديوهاته، على «السوشيال ميديا»، خصوصًا بعد أن أصبح هو نفسه «التريند»، على خلفية «ادعاءات» سيدة باستقدامها إلى مصر والاعتداء عليها!

بالطبع لسنا بصدد الدفاع عنه أو عنها، لأننا لا نملك دليلًا، لكن ما نود قوله إن «الداعية» نشر عبر صفحته الرسمية في «فيس بوك»، بيانًا مائعًا لا يَرُد شبهة أو اتهامًا، بل لم يتطرق بالأساس إلى موضوع الأزمة، وتفرغ لمعركته مع «الأعداء»، معتبرًا نفسه «رمزًا إسلاميًا»، قائلًا: «لسنا لقمة سائغة، ولا تنال الضباع من طوافها حول الأسود إلا الخَيْبة»، ليترك معركة الدفاع عنه إلى مناصريه ودراويشه ولجانه الإلكترونية!

أزمة تاهت فيها الحقيقة، في ظل التلاسن والتراشق، وانقسام الناس لفريقين، وانشغال «السوشيال ميديا».. إلا أن الصوت الأعلى كان لـ«ألتراس الداعية»، الذي دافع باستماتة عن «الرمز الإسلامي»، بتدشين حملة للدفاع عنه والنَّيْل من خصومه!

«غضنفر الأمة، أسد الإسلام، نمر الدعوة، الفهد الحراق، قاهر الملحدين، عدو الكفار».. أوصاف وألقاب أُرفقت بصور استخدمها دراويش ومناصرو «بطل التريندات»، لقطع لسان مَن يتطاول على «سوبر مان الدين»، من «أعداء الإسلام والتنويريين الجدد والكفار والملاحدة»!

للأسف، يعاني مجتمعنا منذ عقود، من استفحال ظاهرة متجذرة لدى الناس، وهي أنه من فرط حبهم لأحد المشاهير في أي مجال، قد يفقدون صوابهم، ويحولونه إلى رمز أو صنم، لا ينقصه سوى الطواف حوله!

أخيرًا.. نتساءل: هل كان لذلك «الداعية» آراء معتبرة أو إسهامات حقيقية بقضايا الأمة الإسلامية الكبرى والمحورية، أم أن حرصه دائمًا ينصبُّ على ركوب «التريند» في القضايا الهامشية والتافهة.. ولماذا يركب «التريند» غير المرتبط بمعاناة الناس اليومية، بعيدًا عن أي خطورة أو أي أثمان قد يدفعها؟!

فصل الخطاب:

يقول الإمام عليّ: «الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل النجاة، وهمج رعاع يتبعون كل ناعق.. لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق».

[email protected]