رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

منذ وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة، والإدارة الأمريكية منشغلة بعودة المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، الذي ألغاه «دونالد ترامب» في العام 2018.

جهود مبذولة على مدار ستة عشر شهرًا، ومحادثات غير مباشرة بين واشنطن وطهران، أسفرت عن تقديم أوروبا لـ«نصٍّ نهائيٍّ» قبل أسبوعين، لعودة الاتفاقية التي وقعتها إيران مع الدول الكبرى في 2015.

وما بين رد إيران على مقترح أوروبا بأنه «لا يزال قيد المراجعة»، بسبب تقديم «آراء إضافية»، إلا أن طهران أصبحت أمام خيارين فقط، إما القبول بـ«النَّص الأوروبي» جملة وتفصيلًا، أو رفضه تمامًا.. وفي الخيارين تبدو الجمهورية الإسلامية على قناعة تامة بأن عامل الوقت يسير لمصلحتها.

لعل أكثر التوقعات تشير إلى توقيع «اتفاق العودة» الأمريكي خلال أسابيع قليلة ـ على أكثر تقدير ـ ودخول إيران كلاعب أساسي في الساحة النفطية العالمية، وبالتالي انخفاض أسعار الطاقة لتقليل التضخم بالولايات المتحدة، وكذلك التخفيف عن أوروبا من آلام الاحتكاكات المستمرة مع روسيا.

في المقابل باتت تدرك طهران أن مسألة الوقت هي العامل الحاسم في طريقة التعاطي الغربي مع ملفها النووي، في ظل الأزمات التي يشهدها العالم، خصوصًا أن الاتفاق سينعش الاقتصاد الإيراني بعد رفع العقوبات التي أثقلت كاهله.

وفي خضم ذلك التفاؤل الحذر حول العالم، يبدو القلق هاجسًا «إسرائيليًا»، حيث ترى «حكومة الكيان» أن مسودة «تنازلات» الاتحاد الأوروبي مع إيران، تتجاوز بكثير حدود الاتفاق النووي «الأصلي» الموقع في 2015، ولا تتماشى مع «الخطوط الحُمر» لإدارة «بايدن».

لكن قادة «الكيان الصهيوني»، الذين يرون في الاتفاق الحالي كارثة سيئة للغاية، يستعدون لـ«سيناريوهات متعددة عظمى»، تتضمن صراعًا وشيكًا ومحتملًا مع الولايات المتحدة، قد يبدأ قريبًا، ولا يمكن إبقاؤه خلف الكواليس!

نتصور أن الاتفاق الجديد ـ أيَّا كانت صيغته النهائية ـ لن يلقى ترحيبًا من بعض الدول الإقليمية المؤثرة في المنطقة، التي ستسعى هي الأخرى ـ إلى جانب «إسرائيل» ـ لعرقلته مهما كان الثمن، خصوصًا أن «الكيان الصهيوني» أعلن مرارًا وتكرارًا، أنه ليس طرفًا في الاتفاق المزمع توقيعه، ولن يكون مُلْزَمًا به، بل يُعطي لنفسه كامل الحرية في اتخاذ ما يراه ضروريًا للدفاع عن أمنه ومصالحه!

أخيرًا.. ربما يجب على «إسرائيل»، ودول المنطقة، أن تبدأ مرحلة إعادة التفكير بالعيش في ظل «إيران النووية»، لأنه من غير المرجح حاليًا وجود خيار عسكري فاعل ضد طهران، في ظل نفوذ متعاظم لمثلث الدول القوية المتحالفة «روسيا والصين وإيران».

فصل الخطاب:

يقول «ونستون تشرشل»: «في السياسة ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم.. هناك مصالح دائمة».

[email protected]