رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

بدون رتوش

سجلت مصر مؤخراً نجاحاً مبهراً عندما نجحت فى تحقيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامى الفلسطينية ليعود الهدوء إلى قطاع غزة، وتتمكن مصر من تخفيف المعاناة عن سكان القطاع. وبذا انتصرت إرادة مصر لفلسطين، وأمكنها وضع حد للهجمة الشرسة التى أطلقتها إسرائيل منذ الخامس من الشهر الجارى من خلال العملية التى أسمتها «بزوغ الفجر». كان الرئيس السيسى حريصاً على بث الأمل لدى الشعب الفلسطينى، ولهذا بادر بالاتصال برئيس الوزراء الإسرائيلى وطالبه بوجوب قطع الطريق على الاستمرار فى توتير الأوضاع بالضفة وغزة، بل وأعرب عن تطلعاته بتجديد الأمل لدى الشعب الفلسطينى ليتم بموجبه تخفيف إسرائيل للحصار المفروض على القطاع، والعمل على بدء إدخال البضائع والوقود عبر معبر«كرم أبوسالم» التجارى.

بيد أن إسرائيل حادت عن الحق، وقامت بخرق وقف إطلاق النار، وتعاملت معه وكأنه لم يكن. ومن ثم واصل جيش الاحتلال عملياته الإجرامية فى الضفة مع التركيز على نابلس وجنين والخليل. وهكذا مضت إسرائيل فى توجيه الهجمات وشن حرب شاملة على الشعب الفلسطينى وأرضه ومقدساته ومقدراته. وأكثر من هذا قامت بتوظيف عمليات القتل والاستيطان لأغراض انتخابية على حساب الدم الفلسطينى. وبالتالى لم يعد فى إمكان الفلسطينيين سوى الدفاع عن أنفسهم من خلال استمرار المقاومة الشعبية. لقد بات الوضع خطيراً للغاية فى الأراضى المحتلة فى ظل الفراغ السياسى، وانشغال العالم بقضايا أخرى، وغياب المحاسبة والمساءلة لدولة الاحتلال عن جرائمها وانتهاكاتها المستمرة.

كان يتعين على المجتمع الدولى ــ إثر ما قامت به مصر من جهد حققت من خلاله وقفاً لإطلاق النار ــ أن يسعى لترسيخ دوره، فيعمل على كبح جماح إسرائيل، وعلى تقديم الدعم للفلسطينيين من أجل إحلال الاستقرار والسلام وتخفيف المعاناة الاقتصادية، والعمل بعد ذلك على الشروع فى مفاوضات جادة بين إسرائيل والفلسطينيين تحقيقاً للسلام العادل والشامل، وهو الدور المناط بالأساس بالولايات المتحدة التى ادعت فى يوم من الأيام بأنها الدولة الراعية للسلام الشريف النزيه الأمين، والتى تسعى لتنفيذ حل الدولتين. وهو ما طالب به الرئيس الأمريكى «جو بايدن» مؤخراً فى محاولة لمنع الدخول فى موجة أخرى من العنف، لا سيما أن إسرائيل دولة الاحتلال الغاصب ما زالت ماضية فى خرق وقف إطلاق النار، وبالتالى لا يمكن الوثوق بها أو الرهان على مواقفها أو أخذ تعهداتها على محمل الجد.

ولا أدل على مضى إسرائيل فى عنادها والاستمرار فى ممارسة عدوانها الآثم ضد الشعب الفلسطينى من سلوك «بينى جانتس»، وزير دفاع دولة الاحتلال عندما خرج فى معرض التفاخر بالقوة العسكرية ليتوعد قادة حركة الجهاد الفلسطينى بأنهم ليسوا فى مأمن حيثما كانوا، وكأنه بذلك حول أفراد الجيش الإسرائيلى إلى أدوات متحركة للقتل والإبادة وعمليات الاغتيال. ولهذا لا بد من تحرك المجتمع الدولى فوراً لكبح جماح دولة الاحتلال، وإقامة الحد عليها، وإلا فمتى يكون العقاب إذا لم يتم ردع هذا الكيان الغاصب حتى لا يمضى فى نزواته الإجرامية وممارساته الشيطانية ضد الشعب الفلسطينى معتمداً على أنه لن يعاقب ولن يحاسب ولن يسائل ولن يمس على الإطلاق.