عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

 

ربما انشغلنا أو أُشغلنا بأمور ألْهَتْنَا عن متابعة ما يجري حولنا في المنطقة.. وتحديدًا في غزة، على وقْع عدوان إسرائيليٍّ سافرٍ، لم يتوقف منذ أيام، ليُخَلّف وراءه عشرات الشهداء من الأطفال والسيدات والمسنين، ومئات الجرحى!

 

المشاهد الآتية من غزة، بشعة ومؤلمة، والصورة لا يمكن وصفها أو تحملها أو اختزالها، لأن من قَضَوْا نَحْبَهُم ليسوا مجرد رقمٍ عابرٍ، تجاوز الأحد عشر طفلًا بريئًا في عمر الزهور التي لم تتفتح بعد!

إن الصهاينة الأشرار يعلمون جيدًا أن الأطفال يصنعون البطولات في كل زمان.. فهم دائمًا أيقونة المقاومة وشرارة الثورة وعنوان الانتصار، كما أنهم روح النضال المتأجج الذي لا يخفت بريقه تحت وطأة إرهابٍ فاجرٍ أو حاكمٍ مستبدٍّ أو احتلالٍ غاشم.

عندما نشاهد أطفالنا العرب، في مرمى النيران والقصف، أو التشريد والترويع والتهجير، دفاعًا عن شرف وجودهم، لا نجد مفرًا من الانحناء، إعجابًا وفَخْرًا واعتزازًا بهم.. حتى لو كانوا مضرَّجين في دمائهم.

هؤلاء «الصغار» الذين يحلمون بغد أفضل، ومستقبل مشرق، هم أكثر شجاعة من «كبار» متخاذلين خانعين مرتعبين.. لأنهم لا يعرفون لغة المصالح أو لعبة التوازنات الإقليمية والدولية، لذلك تراهم في ثبات ولا ينتابهم أيّ خوف!

ليس في غزة وحدها، أو في عموم فلسطين المحتلة، بل في بعض الدول العربية، تبرز مشاهد قاسية تُعيد رسم خارطة «النخوة العربية» التي كانت مضرب الأمثال.. مشاهد حقيقية أبطالها أطفال في عمر الزهور، لم يعرفوا معنى الجُبن أو الاستسلام، ولم يعتنقوا غير الحرية دِينًا، في زمنٍ كثر فيه العبيد!

هؤلاء الأطفال، هم ضحايا إرهاب صهيوني ونزاعات مسلحة وأنظمة مستبدة، دونما شفقة أو رحمة.. ومن لم يُقتل أو يُعتقل أو يُهجر أو يُشرد مع أسرته، كان مصيره الموت بالأوبئة والأمراض الفتاكة!

دائمًا نجد هؤلاء الأطفال في مقدمة الصفوف.. يبدأون الكفاح والنضال والمقاومة ضد الإرهاب والعدوان والاستبداد والاحتلال، ثم يتبعهم «الخانعون»، مرغمين في الصفوف الخلفية، في حيرةٍ من أمرهم.. لا يعرفون ماذا يفعلون!

في كل هذه الأحداث المؤسفة والمروعة، نجد وراء كل طفل منهم حكاية تُروى بالدماء الطاهرة.. زهور في عمر التفتح تغتالهم آلة الحرب والقصف، من الإرهابي والمحتل والمستبد على حدٍّ سواء، والهدف في الحالتين واحد، هو القضاء على شعاع نورٍ قد يُولد من جديد.

أخيرًا.. لعل أكثر الشهداء واللاجئين في بلادنا العربية من الأطفال، الذين فقدوا أرواحهم الطاهرة، ثمنًا لصمتٍ دوليٍّ مريب وخذلان من ذوي القربى، الذين لم تكفهم الأرواح التي أزهقت، لوقف هذه المجازر بحق أطفال أبرياء!

فصل الخطاب:

يقول «بدر شاكر السيَّاب»: «شهيد العلا لن يسمع اللَّوم نادبه.. وليس يرى باكيه من قد يعاتبه»!

[email protected]