رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

يظل «دستور» العلاقة الزوجية، سياجًا منيعًا ضد أي رياح عاتية قد تهبّ عليها، ولذلك فإن الالتزام بذلك «الدستور» ـ بما يحمله من قيم ومعانٍ إنسانية نبيلة تُجَسِّد المودة والرحمة ـ يغلق الباب أمام كل محاولات هدم الكيان الأسري.

ويبقى دائمًا الهدف الأسمى من الزواج، هو الاستقرار النفسي والروحي والجسدي، بما يحقق الاطمئنان والسعادة، وفق منظومة حقوق وواجبات متبادَلة بين الطرفين.. وقواعد مُلزِمة لاستمرار الحياة بنجاح.

وبما أن البيت لا يُهْدَم إلا عندما تنهار أعمدته، بسبب سوء تفاهم، أو مشاكل متراكمة، أو غياب الحب والانسجام، والمودة والرحمة، فإن الطلاق يصبح واقعًا لا محالة، سواء أكان قرارًا أم اختيارًا، ليكون حلّ رابطة الزواج ضرورة، لاستحالة المعاشرة بالمعروف.

ورغم أنه «أبغض الحلال»، فإن الطلاق يعتبر رحلة مثقلة بالألم في طريق يئن من وطأة الظلم، ومن ثم «إزالة قيدٍ»، وإنهاء حياة زوجية فشلت في الوصول إلى شاطئ الأمان، تبدَّدت معها طموحات العيش في هدوء نفسي واجتماعي، ليصبح علاجًا ناجعًا ومريرًا للتخلص من خطر أكبر!

وبما أننا في مجتمع يعاني من ظاهرة ارتفاع نسب الطلاق بشكل يفوق حدود المنطق، خصوصًا في السنوات العشرين الأخيرة، التي وصلت إلى وقوع حالة طلاق كل دقيقتين، فإن ذلك يحتم بالضرورة مناقشة قضايا الأسرة بأمانة وحيادية، وبدون مزايدات، لأنها من أخطر القضايا التي تؤثر على المجتمع وتماسكه ومستقبله.

لذلك لن نستفيض في الحديث المكرر عن أثر العوامل الاقتصادية والظروف المادية والغلاء وارتفاع تكاليف المعيشة.. وغيرها من الأسباب التي تدفع نحو الطلاق، سواء أكان في أروقة محاكم الأسرة، أو بالتراضي في حالات قد تكون نادرة!

لكننا نود الإشارة إلى ضرورة مراعاة تحجيم النزاعات وتحقيق العدالة الناجزة، من خلال رؤية متوازنة تضمن حقوق جميع أفراد الأسرة، في مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد، الذي يجب أن يكون عادلًا ومُنْصفًا لـ«إحياء الأسرة»، ولا يحقق مكاسب لطرفٍ على حساب الآخر.

إذن، يجب تفويت الفرصة على نشطاء «الهَبْد» و«الهَرْي» المنتشرين عبر مِنَصَّات التواصل الاجتماعي، و«اجتهادات» أصحاب المبادرات الخارجة عن السياق، مثل «زواج التجربة»، أو مروجي شائعة «سقوط قائمة المنقولات الزوجية»!

أخيرًا.. النهايات أخلاق، ولذلك يجب ألا يكون الانفصال مرتبطًا بالكراهية، أو ساحة لـ«تصفية الحسابات»، وأن تظل الآية الكريمة «فإمساكٌ بمعروفٍ أو تسريحٌ بإحسانٍ»، هي الخيار الأفضل دائمًا، حتى لا نبتعد عن الأخلاق الحسنة، والجو الصحي الذي تقتضيه العلاقة، بما يحمله من وعيٍ وإنسانية.

فصل الخطاب:

يقول تعالى: «ولا تَنْسَوُا الفضلَ بينكم»، فلا تتحكم فيكم دوافع الكراهية والحقد والاستعداء حال وقوع الانفصال، لتبقى العلاقة قائمة على الإحسان وقواعد الأخلاق وثقافة الاحترام والتعامل الإنساني الراقي.

[email protected]