رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقى

 

 

 

و(الفوطة) لمن لا يعرف، هى كلمة عامية مصرية تعنى المنشفة، أو قطعة القماش التى نجفف بها أجسادنا من الماء بعد الاستحمام، أو بعد غسل الوجه واليدين، لذا تباع بالواحدة فى أى مدينة فى العالم، إلا مرسى مطروح، فهى تباع بالكيلو!

أجل... تباع (الفوطة) فى مرسى مطروح بالكيلو، حيث يبلغ سعر الكيلو 130 جنيهًا، وقد رأيت البائع وهو يعرضها فى سوق المدينة، واشتريت منها نصف كيلو بالفعل!

الحق، إن مرسى مطروح لم تأخذ حظها بما يكفى من الاهتمام لدى أهل مصر بشكل عام، فقد استحوذت الإسكندرية على جل اهتمام سكان القاهرة والمدن الأخرى بوصفها أهم مدينة تصلح للاصطياف، وهى كذلك، بالفعل، فالإسكندرية تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وتبعد عن القاهرة نحو 200 كم فقط، والإسكندرية مدينة عتيدة ذات تاريخ عامر يمتد إلى أكثر من ألفى عام حين أسسها الإسكندر الأكبر، والإسكندرية ظلت الحضن الدافئ الذى يستقبل القادمين من أوروبا بحثا عن عمل مربح أو فرارًا من الحروب التى كانت تشتعل فى ثياب القارة العجوز فى القرن التاسع عشر، وربما قبلها، والإسكندرية أيضا ذات طقس جميل يشجع الناس على الإقامة فى رحابها. ولك أن تعرف، على سبيل المثال، أن سليم وبشارة تقلا اللذين أسسا صحيفة الأهرام عام 1875 قد أطلقاها من الإسكندرية، وظلت تصدر بانتظام من هذه العروس الجميلة لمدة ربع قرن قبل أن ينتقلا بها إلى القاهرة وتستقر هناك، الأمر الذى يشير إلى أهمية المدينة اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا، والإسكندرية أيضًا أنجبت العبقرى سيد درويش، وأستاذ فن التمثيل الفذ محمود مرسى.

لكل ذلك استحوذت الإسكندرية على اهتمام الناس والحكام والباحثين فى تاريخ العمران بوصفها من أهم المدن الساحلية على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وهكذا توارت عن الأنظار مرسى مطروح، رغم أن شواطئها تكاد تكون أجمل شواطئ العالم، من حيث نقاء المياه وصفائها ولون بحرها الأخاذ.

تقع مطروح شمال غرب القاهرة وتبعد عنها نحو 450 كم مترًا، ولعل هذه المسافة الطويلة أسهمت فى عزلة المدينة نسبيًا عن العاصمة وأهلها، كما أن الطريق إليها كان شاقا قبل التصليحات والتطويرات الأخيرة، الأمر الذى لم يكن يشجع كثيرًا سكان المدن البعيدة على المجازفة بزيارتها، ومع ذلك، وبعد التجوال عدة أيام فى أرجائها، والجلوس بالساعات أمام شواطئها أكاد أجزم أن الطقس فى مطروح بالغ الروعة، وأن النسيم هنا ذو طابع حنون يزورك برفق ويحنو على النفس والجسم والروح، أما مياه البحر، فأقسم إننى لم أر أجمل منها فى حياتى، على الرغم من أننى تمتعت بزيارة أكثر من 18 دولة عربية وأجنبية وتأملت شواطئ العديد منها.

يمتاز البحر فى مطروح بألوانه المذهلة التى تتدرج من الأزرق الفاتح المسالم حتى الزمردى الممتزج بأزرق حيوى حالم، أما المياه، فناعمة... نقية... بلورية... شفافة... توشك أن تبتلعها من فرط جمالها رغم ملوحتها.

أما أشهر شواطئها، فهو شاطئ كليوباترا والأُبيّض وشاطئ الغرام، حيث غنت ليلى مراد أغنيتها الجميلة (باحب اثنين سوا) وهى جالسة فوق صخرة على هذا الشاطئ فى فيلم (شاطئ الغرام).

وبالمناسبة مازالت الصخرة قائمة، وقد أطلق عليها الناس اسم (صخرة ليلى مراد)، كما أن هذا الشاطئ احتفظ باسم الفيلم، فصار (شاطئ الغرام). ولأن الطبيعة فى مطروح سخية بشكل مدهش، فقد أذهلنى شاطئ (عجيبة) حيث تلتقى المياه مع الجبل فى مشهد خلاب يسر الناظرين.

تحتاج مطروح الاهتمام أكثر بتوفير المزيد من الخدمات اللائقة، وتوسعة بعض الشوارع لتغدو أجمل مصايف الدنيا، ومن المؤكد أننى سأواظب على زيارتها لأستمتع ببحرها وطقسها، ولأبتاع منها نصف كيلو (فوطة).