عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقي

 

 

 

هذا كتاب جميل، بقدر ما هو مهم، فأن يعكف ناقد سينمائى شاب على إصدار كتاب يرصد فيه أبرز ملامح التجربة السينمائية العريضة لأشهر نجم شباك فى تاريخ السينما المصرية والعربية، لهو أمر محمود يتوجب علينا الحفاوة به.

الكتاب اسمه (فريد شوقى بطل للنهاية) كتبه الناقد الجاد الموهوب سامح فتحى، وأصدره على نفقته الخاصة فى طباعة فاخرة من الحجم المتوسط. والعنوان (بطل للنهاية)، كما تلاحظ، هو اسم فيلم مهم للفنان فريد شوقى عرض عام 1963، والعجيب أن هذا النجم الاستثنائى ظل محتفظا بالبطولة منذ أن تصدر اسمه فيلم (الخارج على القانون) عام 1951، حتى بعد أن تجاوز الخامسة والسبعين، وقدم آخر أفلامه (الغاضبون) فى 1996. فكان بحق بطلا حتى نهاية حياته، وهو ما لم يحدث على الإطلاق مع أى نجم آخر.

يقع الكتاب فى 231 صفحة متضمنا مقدمة وفصلين، علاوة على عشرات من الصور المتنوعة التى تشمل أفيشات أشهر أفلام فريد شوقى، وصورًا لبعض مشاهد من أفلامه.

أهدى سامح كتابه المميز هذا إلى روح الذى عزز لديه عشق السينما ونجمها الأشهر. يقول المؤلف فى المقدمة: (عندما شرعت فى وضع هذا الكتاب عن فريد شوقى لم يكن فى ذهنى أن أضع بين يدى القارئ مجرد مؤلف عن فنان كبير، لكن طمحت فى أن يجد القارئ فى هذا الكتاب بعضا من ملامح عملاق قامت على أكتافه نهضة سينمائية مصرية، وأن يقترب القارئ من عالمه الفنى والاجتماعى، ويتعرف على أبرز ملامحه النفسية والاجتماعية مع الفنية بالطبع، وجاء هذا الكتاب عن حب طاغ وإعجاب لا مزيد عليه بشخصية الملك فريد شوقى، ذلك الذى يعد ضمن الفنانين القلائل النادرين الذين قدموا كافة أنماط الشخصيات السينمائية، حيث قدم جميع الأنواع بين الأكشن والكوميدى والاستعراضى، وحتى الأفلام العالمية، والتى وصلت إلى عشرة أفلام بين تركيا وإيطاليا وغيرها).

بذل سامح فتحى مجهودًا جبارًا فى تأليف هذا الكتاب، فقد جمع فى فصليه كل ما قدمه فريد شوقى من أفلام ومسلسلات، فضلا عن كتابة موجز صغير لحياة بطل (الفتوة)، إذ اتكأ فى كتابة هذا الموجز على برنامج (مشوار حياتى) الذى قدمه فريد شوقى بنفسه فى التليفزيون المصرى.

أكثر من 350 عملا فنيا قدمها الرجل ما بين السينما والمسرح والتليفزيون والإذاعة، منها 301 فيلم مصرى، هذا غير الأفلام التى لعب بطولتها فى تركيا ولبنان وسوريا، فمن يطالع هذا الكتاب يكتشف عظمة فريد شوقى وإنتاجه الغزير الذى يكشف كم كان هذا الفنان الكبير شغوفا بالفن، ليس التمثيل فحسب، بل قام بالإنتاج وتأليف القصة والمشاركة فى كتابة السيناريو للعديد من الأفلام. أما الفصل الثانى، فتضمن ملخصًا لنحو 90 فيلمًا من أفلامه.

اللافت أن الأيام الأربعة الأخيرة من شهر يوليو شهدت ميلاد فريد شوقى ووفاته، فقد هل على الدنيا يوم 27 يوليو من سنة 1920، وغادرها فى 30 من الشهر نفسه من سنة 1998، وقد أتيح لى التعامل مع فريد شوقى والتحدث إليه غير مرة، أولها فى عام 1980 فى افتتاح مسرحية (رابعة العدوية) بالمسرح القومى وكان فى قمة عنفوانه بجسده الضخم ووجهه الأحمر المشع بالنضارة وشهرته المدوية، وآخر مرة حدثت قبل رحيله بعدة أشهر عندما حضر إلى جامع عمر مكرم ليقدم واجب العزاء فى سعد الدين وهبة، وكانت صحته فى انحدار محزن، ثم توليت تغطية جنازته، حيث شيّع جسمانه من جامع عمر مكرم بميدان التحرير، ونشرت تلك التغطية الصحفية فى جريدة البيان الإماراتية آنذاك.

(فريد شوقى بطل للنهاية) كتاب وثائقى جميل. فكل الشكر للمؤلف الجاد الدؤوب سامح فتحى.