رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

كارثة إنسانية بكافة المقاييس بمدينة طنطا ومحافظات الدلتا بدأت ملامحها بتسريبات عن نوايا إدارة مؤسسة 57357 لإغلاق مستشفى فرع طنطا دون تفسيرات أو أسباب مقنعة بسبب ما يواجه الفرع من مشكلات وأزمات مالية وعدم القدرة على تشغيل فرع طنطا، وهذا فى واقع الأمر كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وبعيدًا عن كون فرع طنطا هو إحدى الركائز المهمة لمستشفى علاج مصابى مرض السرطان من الأطفال، والذى يقع على عاتقه خدمة آلاف المرضى على مستوى وسط الدلتا، فالإغلاق أو التجميد أيا كان القرار، يضر بالصالح العام لتوفير الخدمة العلاجية لمرضى السرطان من الأطفال فى وسط الدلتا، وهدم كيان رئيسى فى علاج هذا المرض «اللعين» بالمجان، فى محاولة للتخفيف عن كاهل المواطنين، كما أن قرار نقل المرضى من فرع طنطا إلى المستشفى الأم فى القاهرة، هو أمر بعيد عن الواقع ويثير أيضاً تساؤلات عدة.

هل ستختلف تكلفة العلاج؟

بدلاً من أن نرى توسعات وافتتاح فروع أخرى للمستشفى فى مختلف أقاليم الدلتا والصعيد، وهو التطور الطبيعى المتوقع، هل المنتظر هو إغلاق فرع؟، كما أن عملية نقل هؤلاء المرضى ليست فى مصلحتهم الصحية أولًا، وتزيد من مشقة وعذاب المرضى وذويهم كما أنها تتطلب نفس التكلفة المالية والخدمية لتوفير العلاج اللازم لمن سيتم نقلهم إلى المستشفى الأم فى القاهرة، فالمستشفى بفرعيه فى القاهرة وطنطا أصبح الوجهة الرئيسية لحالات سرطان الأطفال فى مصر، وعملية نقل الأطفال من طنطا للقاهرة ستغلق الباب تماماً أمام استقبال أى حالات جديدة، كما ستُعرض حياة مئات الأطفال للخطر نتيجة عدم وجود مكان شاغر لتلقى العلاج وزيادة التكدس بفرع القاهرة.

نشر أرقام حصيلة التبرعات

مؤسسة 57357 هى مؤسسة أهلية وتخضع تماما لإشراف ومراقبة وزارة التضامن والجهات التنفيذية، وفى عام 2015، تم بدء التشغيل للمستشفى، وبالنظر إلى طول تلك الفترة فقد تلقى المستشفى الكثير من التبرعات السنوية، من أموال وتبرعات المصريين ومحبى الخير فى كافة دول العالم، وتلك الأموال هى التى تكفلت ببناء هذا الصرح العلاجى الكبير لخدمة أطفال مصر، ولكن يبقى السؤال، كيف يتم الفصل بين التبرعات التى يتلقاها فرع المستشفى فى طنطا عن المستشفى الأم فى القاهرة؟، وهما فى الأخير تحت مظلة مؤسسة علاجية واحدة، ومن يتبرع لا يسأل كيف سيتم توجيه أمواله، وقد حاول فريق الدعم الفنى خلال الأسبوع الماضى الحصول على أرقام موثقة لحصيلة التبرعات الموجهة للمستشفى بفرعية، ولكن يبدو أنها سر حربى ولم تعلن ميزانيات موثقة سوى التقرير الذى نشر فى عام 2018 بعد حالة من اللغط أيضاً، والمنشور الرابط الخاص به على موقع المستشفى الرسمى والمنشور فى المواقع الإخبارية المختلفة، والذى أوضح أن قيمة التبرعات حينها 1.3 مليار سنويا، والسؤال: لماذا لا تنشر أرقام وحصيلة التبرعات بشفافية مطلقة سنويا على المصريين أصحاب تلك المؤسسة بفرعيها؟

نشر الميزانيات التشغيلية

لسنا جهة إدارة أو جهة رقابة، وهو حق أصيل للجهات الرقابية التى تتبع لها المؤسسة، ولكن من حق المصريين فى الداخل والخارج وأصحاب الأيادى البيضاء على المستشفى أن نعلن عليهم جميعا وبكل شفافية كافة الميزانيات التشغيلية التى تتضمن كافة بنود الإنفاق ليعلم الجميع أين تذهب تبرعاته ومساهماته، وأوجه إنفاقها قبل أن يقرر تكرار مساهمته، كما أنه من حق الرأى العام أن يعلم أين حصيلة الودائع والاستثمارات التابعة للمؤسسة، وما هى قيمتها، وهل لا تكفى للتشغيل، ووقف نية إغلاق فرع طنطا؟

أوقفوا الإعلانات التسويقية

يتداول الكثيرون قيمة أرقام ضخمة عن ميزانيات التسويق والإعلانات للمستشفى بفرعيه، وكالعادة يغيب عنا الرقم الحقيقى لعدم شفافية نشر الميزانيات السنوية، ولكن حسب أقل التقديرات المنشورة والأرقام المتداولة، ماذا لو أعلنت المؤسسة فى بيان لها وقف الحملات التسويقية والإعلانات لإنقاذ فرع طنطا إذا لم يكن هناك حقيقة ميزانية لتشغيله، وأتخيل أن هذا الإجراء من شأنه أن يكسب المؤسسة مصداقية أكبر لدى جموع المصريين وسيلقى دعماً غير عادى وتعاطفاً من الجميع سيكون أثرها أكبر بكثير من كافة الحملات الترويجية والإعلانية.

نقل تبعية 57357 طنطا

إذا كانت مؤسسة 57357 لا تستطيع تحمل نفقات فرع طنطا كما يذكر، وبعد إنفاق استثمارات ضخمة لإنشاء الفرع، فلماذا لا تنتقل تبعية إدارة هذا الفرع إلى إحدى الجمعيات الأهلية الأخرى أو إلى أية جهة راعية أخرى بدلا من ضياع استثمارات الإنشاء وغيرها، ليبقى ملاذا لأطفال الدلتا المصابين بالسرطان؟.

الموضوع يطول ويجب دراسته دراسة متأنية شاملة متضمنة ومراجعة كافة ما يختص بمؤسسة 57357 كى لا تفقد تلك الجهات مصداقيتها أمام المصريين محبى الخير بطبيعتهم، ويؤثر ذلك على كافة الكيانات المماثلة التى تلعب دوراً هاماً فى توفير خدمات طبية يحتاجها فقراء المجتمع، وهو حق تكافلى أصيل لهم بطبيعة الحال.

عضو مجلس الشيوخ

مساعد رئيس حزب الوفد