عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

 

عندما أقرَّت منظمة الصحة العالمية تصنيفًا جديدًا لعمر الإنسان، فإنها اعتبرت الخامسة والستين نهاية مرحلة الشباب، فيما تبدأ مرحلة «متوسطو العمر» من السادسة والستين وحتى التاسعة والسبعين!

لكن الوضع لدينا قد يختلف كثيرًا، حيث تبدأ مرحلة التقاعد بالعام الستين، ليُسدل الستار على أخرى مهمة من العمر، مليئة بالتحديات والإنجازات والإخفاقات والتقدير الاجتماعي والمهني... أو غير ذلك!

ربما تستمر لفترة طويلة «صدمة» قرار الإحالة للتقاعد، حتى يعتاد عليها «المتقاعدون»، خصوصًا مَن لم يكن لديهم تخطيط مسبق، فيما ينتظرها آخرون بفارغ الصبر لممارسة واستكمال ما لم يتمكنوا من تحقيقه خلال سنوات عملهم.

في كل الأحوال، إذا كنتَ من المتقاعدين، أو اقتربت من الستين، عليكَ أن تمتلك الدافع والإرادة لتقرر وِجْهتك، في مرحلة تختلف عن سابقاتها، لأنك ببساطة أصبحتَ أكثر نُضجًا وخبرة لتنتقي الأفضل في مسارات حياتك القادمة.

هناك مقولة مأثورة مفادها أن «الحياة تبدأ من الستين»، ولذلك نرى أنَّ من وصلوا إلى هذا العمر، لديهم فرصة ذهبية وحقيقية لدور جديد، وبداية حياة مختلفة، وعطاء آخر بطعم الاختيار، لأن «التقاعد» لا يعني بالضرورة نهاية الحياة.

نتصور أن الإنسان لا يستطيع العَيْشَ بدون دوافع متجددة، ولذلك ينبغي عليه البحث دائمًا عن معنى لحياته ودوره الجديد فيها، لأن إيجاد المعنى بالحياة يعتبر أساسًا للبقاء، وضرورة لتحقيق التوازن النفسي والاجتماعي.

لذلك يجب الابتعاد عن المُحْبِطين والأفكار المُحْبِطة، وإلا اعتُبرت مرحلة «التقاعد» بداية النهاية، وإيذانًا لبدء مرحلة بائسة من العَدِّ العكسي للعمل والعطاء والإنتاج، والانتقال من الفِعل والتفاعل والنشاط إلى الهامش والانزواء.

وبما أن بلوغ سنَّ التقاعد آتٍ لا محالة، فالنصيحة إذن أنه على قدر إيمانكم وعزيمتكم، وبمقدار حصيلتكم من قُدْرَتكم على التكيّف النفسي، يكون خياركم الذي يحدد موقفكم في معركة الحياة.. فإن انتصرتم بَقِيَ ذِكْركم خالدًا.

قد تمرون بمرحلة «طبيعية» من عدم التوازن الاجتماعي والنفسي والمالي.. وربما تفتقدون علاقات العمل، وضجيج زملاء المهنة، أو ينتابكم شكٌّ في قُدْرَتكم على العطاء، الذي قد يدفعكم للتراخي والتكاسل عن استثمار الوقت.

لا تَهِنوا ولا تحزنوا، ولا تلتفتوا إلى بعض «الظرفاء» الذين يَرَوْن «التقاعد» كلمة مؤلفة من مقطعين: «مُت» و«قاعد»، أي «مُتْ وأنت قاعد».. فأنتم كبار تحلمون كما يحلم الصغار، غير أن أحلامكم ممزوجة بخبرة وتجربة سابقة، لا ينقصها روح المجازفة والمغامرة.

أخيرًا.. احتفلوا بالتقاعد، حتى لو لم يكن ضمن قائمة أهدافكم، واستمتعوا بحياتكم، فقد جاءتكم الفرصة لتعويض ما فات.. فالحياة تتطلب وجودكم وحضوركم الفاعل، بعيدًا عن الروتين والقيود والتملق والنفاق والمجاملات.

فصل الخطاب:

يقول الإمام عليّ: «إن ماضي عمرك أجل، وآتيه أمل.. والوقت عمل».

[email protected]