عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

ظاهرة «التوثيق الروحاني»، عادت إلى الواجهة مرة أخرى، خلال مناسك الحج، لترسخ «موضة» متشبِّعة بالهَوَس، تعكس تغيرًا كبيرًا في مجتمعاتنا «المتخلفة» التي تسيطر عليها قشور التكنولوجيا!

انتشار عدوى «التوثيق الروحاني»، أوصلَ جنون عُشَّاقه إلى التقاط صور «السيلفي» أو نشر مقاطع فيديو قصيرة على «تيك توك».. فيما لجأ آخرون إلى البثِّ الحيِّ، ليصبح الأمر «اعتياديًا»!

منذ بدء توافد الحجيج على الديار المقدسة، وحتى العودة، أصبح «التوثيق الروحاني» هَوَسًا يجتاح مِنَصَّات التواصل الاجتماعي، لنشاهد صورًا موغلة في الغرابة والدهشة، ومشاهد تفتقر إلى أدنى درجات الروحانيات وقداسة الشعائر!

لكن الهَوَسَ بتلك الظاهرة ـ غير المستحبة على أقل تقدير ـ يدفع في كثير من الأوقات إلى مجافاة المشاعر، وإلغاء الخصوصية، أو حتى احترام قُدسية وجلال وهَيْبَة المناسبة، التى تتطلب سَكينة وخشوعًا!

قديمًا كانت تُرفع أكف الحجيج بالدعاء إلى الله، فصارت الآن ترفع الهواتف المحمولة لالتقاط «السيلفي»، أو القيام ببثٍّ حيٍّ ومباشر لمقاطع فيديو، أفقدتهم لذَّة الخشوع، التى استبدلوها بمتعة التصوير!

«توثيق روحاني» في الحج والعُمْرة، قد يجعله ظاهرة تدخل في زحام دائرة الرياء، أو على الأقل جرح مشاعر آخرين لا يستطيعون الوصول إلى المشاعر المقدسة، التي أصبحت «جهاد الأغنياء»!

ربما يقول البعض إن «التوثيق الروحاني» ليس شرًّا كله، باعتباره عفَوِيًّا في الغالب الأعم، وأقرب ما يكون إلى البساطة وعدم التكلٌّف، لكننا من خلال ما نتابعه في هذه الأيام يعد «توثيقًا مستفزًا»!

خلال موسم الحج، لاحظنا مشاهدَ غاب عنها الجلال والوقار، وتلاشت فيها القُدسيَّة والهَيْبَة، كما اختفت منها السَّكينة والخشوع، لنرى أفعالًا خارجة عن السياق، لتحقيق «انتصارات» صغيرة بكاميرات الهواتف، فيما يمكن تسميته بـ«غزوات التوثيق»!

نتصور أن حمى «التوثيق الروحاني» بطابعها النرجسي، ألقت بظلالها على ركن الإسلام الأعظم، الذي باتت شعائره ساحة يتبارى فيها المسلمون، بصورهم وتعليقاتهم، التي لا تخلو من التفاخر أو التباهي عند البعض، ليعبر هؤلاء عن مرض مزمن لا يمكن إيقاف تفشِّيه!

ربما تغيَّر مفهوم القداسة لدى الكثيرين في العالم الرقمي «الديجيتال» الذي نعيشه، لأنه في ثقافة «التوثيق الروحاني» باتت الفيديوهات والصور التي يتم التقاطها في الحرمَيْن المكي والمدني وما حولهما، رمزًا شخصيًا، ليتحول كل ما هو مقدَّس إلى تنوع مختلف، بحسب الأشخاص والألوان والزوايا والنَّكَهات!

أخيرًا.. نعتقد أنه يجب «تطعيم» الحجاج ضد «حمى التوثيق الروحاني» لمنع انتشار «العدوى» المصاحبة لتلك الممارسات الخاطئة، التي يعتقد «المصابون» بها أنهم في مهرجانات سياحية أو أجواء كرنفالية، أكثر منها تعبدية!

 

فصل الخطاب:

حكمة: «التديُّن المغشوش قد يكون أنكى بالأمم من الإلحاد الصارخ»!

 

[email protected]