رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

فى يوم وقفة عرفات المباركة نتضرع إلى الله أن يعيد الله عيد الأضحى المبارك على مصر والمصريين وكل الأشقاء فى العالم العربى بالخير والمحبة والرخاء وعودة الأمان والاستقرار، وأن تكون الأعوام التالية أعوام خير ومحبة لنا وللأشقاء فى كل البقاع العربية، وما أحوجنا فى تلك الأيام المباركة أن نستلهم منها دروس وعِبر الامتثال والطاعة لأمر الله والتقرب له بالطاعات، والتضحية والفداء، واستشعار عظمة وفلسفة الأضحية، وبذل المال والجهد من أجل المودة والتراحم والإيثار والتضامن بين نسيج المجتمع بفئاته المختلفة.

ومن حسن الطالع فى تلك الأيام المباركة أن تشهد الأسابيع الماضية تقارباً مصرياً– عربياً، وعربياً– عربياً، من أجل إزالة خلافات وجهات النظر أو لتدعيم أواصر أخوة عربية تمتد عبر التاريخ، ولن تهتز أو تنهار مهما كثرت الشوائب والخلافات السطحية الطبيعية فى وجهات النظر، لكن تبقى الجذور الراسخة الثابتة التى تربطنا جميعاً كأشقاء عرب، وكانت مصر دوماً وستظل هى الشقيقة الكبرى التى تعتمد سياستها وفلسفتها على أن التقارب والتعاون وربما التكامل العربى هو حجر الزاوية فى استقرار المنطقة والشعوب العربية جميعاً.

وعلى مدار الأسابيع الماضية استقبلت القاهرة وفوداً رئاسية رفيعة المستوى بدأت بقمة ثلاثية مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، والملك عبدالله الثانى بن الحسين ملك الأردن فى مدينة شرم الشيخ لتعظيم الاستفادة والتعاون الاقتصادى بين الأشقاء، ودفع استقرار المسارات السياسية فى المناطق العربية الملتهبة كليبيا، واليمن، وسوريا، والعراق. وتبع تلك الزيارة المهمة زيارة أخرى على درجة كبيرة من الاستراتيجية والأهمية تمثلت فى زيارة رسمية من المملكة العربية السعودية الشقيقة بتمثيل رفيع المستوى من ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، ولا شك أن التاريخ الطويل للعلاقات يبرهن دوماً على أن التعاون المصرى السعودى ركيزة استقرار المنطقة وبدونه تهتز الكثير من الثوابت العربية.

وتبعت تلك الزيارات زيارة مهمة للأمير تميم بن حمد لمصر، تأكيداً على أن علاقات الأخوة العربية دوماً تحصن نفسها، وتستطيع التغلب على كل العقبات والتحديات والمطبات، وسط حرص تام من الشقيقتين مصر وقطر على تجاوز خلافات الماضى القريب، وتطوير العلاقات من أجل مصلحة مواطنيهما، ومن أجل تضامن عربى حقيقى وسط ظروف ومتغيرات وتحديات عالمية غير مسبوقة، كذلك الأمر، فى اللقاء الأخير للرئيس السيسى والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولى بدولة الإمارات العربية المتحدة، الذى يؤكد خصوصية العلاقات المصرية الإماراتية الممتدة عبر عقود، وحرص البلدين على توطيد العلاقات الاستراتيجية بما يحقق مصالحهما المشتركة، ويعزز الأمن والاستقرار للمنطقة..

ولا شك أنه عند استشعار التهديد وخطورة المرحلة التى تمر بها المنطقة، فى ضوء التغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة التى على رأسها الحرب الروسية الأوكرانية، يتطلب الأمر زيادة فرص التعاون والمشاركة بين دول المنطقة، وتكثيف اللقاءات التى تجمع قادة الدول العربية، لاسيما الدول المؤثرة فى المحيط العربى والإقليمى، ودائماً ما سعت مصر جاهدة لخلق تفاهم مشترك بين الدول العربية، هدفه الأسمى الحفاظ على الهوية العربية، وما نتطلع إليه، وسنتقدم فوراً باقتراح لمجلس الشيوخ الموقر لضرورة تعزيز العمل البرلمانى العربى المشترك بشكل أكثر فاعلية ومزيد من تبادل الرؤى الاستراتيجية، وندعو الله العلى القدير أن تكون الفترة المقبلة أكثر أماناً واستقراراً ورخاءً لجميع الشعوب العربية الشقيقة.

---

عضو مجلس الشيوخ

مساعد رئيس حزب الوفد