رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقى

 

 

أعد نفسى من المحظوظين لأنى تمكنت أخيرًا من مشاهدة العرض المسرحى الغنائى (فنان الشعب سيد درويش)، ذلك أن آخر ليلة عرض فى موسمه الرابع كانت الأسبوع الماضى، إذ لحقت به فى هذه الليلة، فالعرض يهب مشاهديه جرعة رائعة من الفن الراقى الجميل، فى الوقت الذى يؤكد أننا نملك كنزا موسيقيًا غنائيًا قادرًا على التنقل بنا من قرن إلى آخر على بساط من الفن المتفرد العظيم.

أجل.. شاهدت العرض فى قاعة محمود رضا بمسرح البالون، وطوال نحو ساعتين وربع الساعة انفعل الجمهور وتفاعل مع أحداثه وأغنياته واستعراضاته، رغم أن هذه الموسيقى وتلك الأغنيات عمرها تجاوز مائة عام، فسيد درويش رحل فى سبتمبر من سنة 1923، الأمر الذى يشير إلى عظمة هذا الفنان العبقرى الذى أبدع لنا أعمالا خالدة تتسلل إلى وجدان الناس بكل يسر ومودة.

أنتج العرض البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية برئاسة المخرج عادل عبده، تحت إشراف قطاع الإنتاج الثقافى برئاسة المخرج خالد جلال، وأخرجه المخرج الموهوب أشرف عزب، بينما قام بالتوزيع الموسيقى حمادة الحسينى، واستعراضات وفيق كمال، وصمم الديكور محمد عبدالرازق، والملابس الدكتورة نجلاء الفقى.

أما الممثلون، فعلى رأسهم الفنان الشاب الموهوب محمد عادل، أو ميدو، كما يشاع، وهو الذى تقمص شخصية سيد درويش، وتولى أيضًا تأدية أغنياته العديدة التى ضمها العرض. وقد شاركته الفنانة لقاء سويدان التى لعبت دور جليلة، زوجته التى اقترن بها فى الإسكندرية كما جاء فى المسرحية. كذلك شارك فى العرض مجموعة من الممثلين المتميزين الجادين منهم رشا سامى وشريف عبدالوهاب وسيد جبر ومحمد عنتر وماهر عبيد ويوسف عبيد وسعيد البارودى ومحمد الشربينى وسمير الجوكر وهالة الصباح وعاطف سعيد وعماد عبدالمجيد والمطرب سامى عوض الله وغيرهم.

اتكأ العرض على التراث الموسيقى الثرى لسيد درويش، فاستمعنا إلى مجموعة من أشهر أعمال هذا الفنان الفذ بحق، مثل (الحلوة دى قامت تعجن)، و(يا عشاق النبي)، و(يا حلاوة أم إسماعيل)، و(زورونى كل سنة مرة)، و(والله تستاهل يا قلبي)، و(أنا هويت)، و(اقرأ يا شيخ قفاعة)، و(سالمة يا سلامة)، و(دنجى دنجي)، وغير ذلك كثير، وقد لاحظت أن معظم الشباب الذى يتابع العرض يرددون كلمات الأغنيات مع ميدو عادل، الأمر الذى يؤكد مدى نفاذ موسيقى الرجل فى وجدان الأجيال المتتابعة، فجد جد هؤلاء الشباب رددوا الأغنيات نفسها مع سيد درويش فى الربع الأول من القرن الماضى، كذلك ترنم بها أجداد هؤلاء الشباب وآباؤهم، وها هم أبناء القرن الحادى والعشرين ينفعلون بموسيقى سيد درويش وأغنياته الساحرة.

طوال مدة العرض كان ميدو عادل يتألق من مشهد لآخر، ومن أغنية لأختها، وقد بدا لى واضحًا المجهود الجبار الذى بذله هذا الفنان الشاب ليقبض على الحالة النفسية الإبداعية لصاحب (بلادى بلادي)، حتى إنه كان يجوب المسرح من يمينه حتى يساره برشاقة رائعة تتوافق مع الإيقاعات الموسيقية التى يتغنى بها. كذلك برع جميع الممثلين فى أداء أدوارهم مهما كانت صغيرة، أما السيدة لقاء سويدان، فقد تقمصت شخصية جليلة الراقصة بمهارة استردت جماليات فنون التمثيل.

المفاجأة اللطيفة فى هذه الزيارة أننى التقيت الفنان الكبير عادل ماضى، صديق الأيام الخوالى، وهو والد الفنان الشباب ميدو عادل بطل العرض، فاستعدنا ذكرياتنا مع المسرح حين كنا نشارك المرحوم المخرج القدير بهائى الميرغنى فى عروض فرقة شبرا الخيمة، وقد جلس عادل ماضى بجوارى فى الصالة، حيث كان يردد مع ابنه مقاطع من الأغنيات التى يشدو بها، فانفعلت معهما، ومضيت أردد تلك المقاطع.

ميدو عادل فنان شامل موهوب، فصدق من قال هذا الشبل من ذاك الأسد.