رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَما مِن دابَّةٍ فِى الأَرضِ وَلا طائِرٍ يَطيرُ بِجَناحَيهِ إِلّا أُمَمٌ أَمثالُكُم ما فَرَّطنا فِى الكِتابِ مِن شَيءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِم يُحشَرونَ)

أوصتنا كافة الأديان السماوية بالرفق بالحيوان، ورعايته، ووضعت منهجا لكيفية التعامل معه، كونه خلق من خلق الله، ولكنها يبدو أنها قد أصابها ما أصابنا وأصاب مجتمعاتنا من قسوة قلوبنا والغلظة والفظاظة فى التعامل بل وصلت إلى حد الجبروت والانتقام والتعامل بوحشية دون رحمة، وكأنها عميت قلوبهم فعلا.

من المؤسف أن تطالعنا وسائل التواصل الاجتماعى بصور وفيديوهات أذهلت عقولنا إما لضرب وتعذيب حيوانات، وجرائم أخرى من هذا القبيل أو رمى حيوانات بالطريق العام مريضة أو مكسورة بعد أن خدمت صاحبها على مدار سنوات، ونراها تعانى من ألم ومعاناة إلى أن تموت نافقة وتتحول لجيف تلوث وتشوه طرقاتنا وشوارعنا، وتنقل صورا سيئة للعالم أجمع لا تمت بصلة لمعدن ورحمة هذا الشعب العظيم الذى طالما كانت أهم صفاته التاريخية هى الرحمة والتراحم مع إنسان أو طائر أوحيوان لا حيلة له.

ومن بواعث الأمل فى أن الرحمة ولين القلوب والمسئولية الإنسانية لا تزال سمة الكثير من المصريين، وكما نرى الجانب المظلم، هناك أيضا جانب مشرق ونرى الكثير من المواقف الإيجابية التى ظهرت من عدد من الأطباء البيطريين فى إنقاذ أرواح كانت على شفا الموت، بعضها كان محتضرًا وفى انتظار النهاية وسط كومة من «القمامة». هى حقا مواقف نبيلة من جانب أطباء أخذوا على عاتقهم مهنة غاية فى الإنسانية والرحمة و الأهمية قد تكون غابت قليلا و بعيدة عن اهتمامات الكثيرين الذين لا نلومهم بسبب ضغوط الحياة الحقيقية، ولكنها تبقى فى نهاية المطاف جزءًا مهمًا فى الحفاظ على صحة الإنسان بشكل عام والحفاظ على سلسلة الأمن الغذائى والحيوانى داخل الدولة.

فى واقع الأمر أن مهنة الطب البيطرى تحمل على عاتقها الكثير، ولها الكثير من الأهمية فى كافة المجتمعات المتحضرة ولها دورها المحورى للحفاظ على الصحة العامة داخل المجتمعات، وربما تواجه مشكلات كثيرة تؤثر على آداء وظيفتها فى المجتمع، ومنها إلغاء التعيين أو ما يُسمى بالتكليف منذ عام 1995 للطبيب البيطرى، وترتب على ذلك ظهور حالة من الفوضى واليأس بين ممتهنى الطب البيطرى، كما تسبب خروج عدد من الأطباء على المعاش فى عجز كبير بالقطاع البيطرى، وفتح ذلك بابًا لمنتحلى صفة الطبيب البيطرى ممن يمارسون المهنة دون أن يكون لهم حق أو علم، وغيرها من المشاكل التى تواجهة الطب البيطرى حاليا.

وربما آن الآوان أن نطالب بضرورة وجود هيئة جديدة للرقابة البيطرية لتتولى مهام كثيرة متشعبة، أو تعديل مسمى هيئة الخدمات البيطرية وتوسيع نطاق عملها لتنظيم العبث الموجود، وضبط المخالفات والتعديات والممارسات غير السوية فيما يتعلق بالحيوانات كون ذلك أحد مقياس لحضارة الأمم وكيفية تعاملها مع مختلف الكائنات الحية، وكما هو الحال فى العديد من القطاعات نحتاج لتسليط الضوء بقوة، وتنمية الوعى فيما يتعلق بالمشكلة وتداعياتها.

وقد ألزمنا الدستور المصرى بالرفق بالحيوان وكفالة الدولة لذلك، حيث تنص المادة 45 من الدستور المصرى على أن الدولة تكفل حماية وتنمية المساحات الخضراء فى الحضر، والحفاظ على الثروة النباتية الحيوانية والسمكية، وحماية المعرض منها للانقراض أو الخطر، والرفق بالحيوان، وذلك على النحو الذى ينظمه القانون. ومن هنا فما نطالب به ليس رفاهية مفرطة أو محض مبالغات، ولكنه حق والتزام يكفله الدستور المصرى والقوانين المنظمة لكافة التعاملات فى الدولة.

--

عضو مجلس الشيوخ

مساعد رئيس حزب الوفد