عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

المستريح ظاهرة مصرية أصيلة لها جذورها التاريخية منذ أيام توظيف الأموال قد تخبو بعض الشئ ثم نجدها تظهر للعيان.. لكنها ظاهرة موجودة، والسبب ببساطة هو الطمع والجشع ناهيك عن الجهل والعته وسيطرة رجال الدين على الذهنية المصرية.. كل تلك عوامل جعلت ظاهرة المستريح موجودة وستظل موجودة ما دامت كل الأسباب المؤدية لها قائمة.

وهناك ظاهرة أخرى يمكن القول إن المستريح أخذ صورة أخرى أكثر إقناعًا وهادئة ومؤثرة ومربحة بشكل ضخم، أيضا تتسم بدرجة عالية من السكون والهدوء.. أتحدث عن المستريح والطب.. وهو يعتمد على أن هناك حالة من النعاس أو السبات العميق فى أجهزة الرقابة أو الاعتماد على الرشاوى والتزوير وإلى أن ينكشف يكون حقق المراد من جمع الأموال وهى بالملايين أيضا.

لقد راجت ظاهرة انتحال أشخاص لتخصصات طبية حساسة.. الأمر الغريب أن من يقوم بذلك لا علاقة له بالطب لا من قريب ولا من بعيد.. وما قرأناه قريبا أن الأمن اعتقل طبيب علاج طبيعى مزيفًا يدير مركزا غير متخصص للتأهيل الحركى والعلاج الطبيعى بالفيوم.. واكتشف الأمن أن هذا الشاب ليس من أعضاء النقابة ولا يحمل بكالوريوس العلاج الطبيعى. ما تم كشفه انه يحمل شهادة دبلوم صنايع وهو سائق سيارة أجرة.. وفجأة الشاب نزل عليه الإلهام وقرر أن يعمل فى العلاج بالحجامة والعلاج الطبيعى. وسبق أن ألقت الأجهزة الأمنية فى محافظة بشمال القاهرة القبض على طبيبين يديران مركزين للعلاج الطبيعى بدون ترخيص.

المهم لقد تبين للسلطات أن احدهما حاصل على دبلوم تجارة والآخر يعمل ميكانيكى سيارات.. أيضا كلنا يذكر واقعة القبض على شخص أطلق على نفسه (سمكرى البنى ادمين).. وكلنا يذكر هذا المدعى (ع..ع) وتخصصه تربية رياضية وكان يعالج كل الأمراض بالأعشاب والسوائل وكان يستقبل فى بعض الدول على السجادة الحمراء، ثم اكتشفوا مدى التهريج والتخريف الذى يمارسه هذا لـ(ع..ع).. ثم وجدنا دكتور (الكوركومين) وبيع الوهم والعته للناس وتم الفيض عليه.

كل تلك نماذج للمستريح ولكن بشكل أكثر وجاهة وشياكة ودرجة عالية من الهدوء والاتزان.. يكسب الملايين بكل رضا المقبلين.. وعندما يقبض عليه تكون العقوبة سنة أو اثنين ثم يخرج لكى يتمتع بالملايين التى جناها ولا احد يلاحقه، بل من الممكن أن يطور أسلوبه ويخرج فى ثوب جديد أكثر تألقا وإبهارا.. انه المستريح المتمكن. هناك الكثير من المآسى التى ترتكب من خلال هؤلاء الدجالين والغشاشين الممتهنين مهنة الطب.. بل نجد أن الشخص يحمل شهادة طبية فعلا فهو مثلا فى الثانوية العامة لم يحصل على المجموع الذى يدخله لكلية الطب ولأنه يملك النواحى المادية نجده يسافر إلى الدول التى تعطى شهادات بالفلوس والتزوير ويأتى ويكتب أنه فلان الفلانى الحاصل على كذا وكذا وزميل كذا وعضو فى كذا.. ويركز بشكل أساسى على المظهر والإعلام ويتم استضافته فى أكثر من قناة فنجد اسمه يلمع ويشتهر، ثم نجد الكثير من المآسى والحالات المأساوية، والسبب ببساطة هو انه امتهن المهنة وقرر أن يربح الملايين بسهولة ويسر، ويموت الناس فيقال أخطاء طبية واردة وتوقف العيادة فترة ثم ما يلبث أن نجده يواصل ويواصل، ويجمع الملايين انه المستريح الأنيق.

--

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال

أكاديمية الفنون