عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

عندما تكون حرية التعبير، حقًا أصيلًا لكل إنسان، فإنها بالطبع ليست مطلقة، خصوصًا إذا كانت تُغَذِّي ثقافة الكراهية والعنف، أو تنتهك كافة القيم الإنسانية والحضارية والأخلاقية.

على مدار أعوام، نتابع حملات مسعورة وسلوكيات مسيئة للمسلمين ومقدساتهم حول العالم، وإساءات متكررة بحق الرسول الأعظم، يتبعها كالعادة، ردود أفعال شعبية مشحونة بالغضب، في مقابل صمتٍ تام على المستوى الرسمي!

تلك السلوكيات المسيئة، ليست مؤامرة خبيثة وإثارة للعداء بين الأديان فحسب، بل هي نتيجة للجهل بالقرآن ونبي الإسلام.. وإن لم يكن الأمر كذلك، فلماذا يلتزم أحرار العالم وأتباع رسالات التوحيد الصمت حيال تلك الأفعال الجاهلية؟!

المؤسف أنه في كل مرة يتم فيها الإساءة للإسلام أو المسلمين، أو التجاوز الوقح في حق النبي محمد، لا نرى سوى «الغضب الإلكتروني»، أو «انتفاضة شعبية افتراضية»، تجتاح عالمنا الإسلامي، سرعان ما تخفت!

ربما لم تبرح الذاكرة ما حدث في أكتوبر 2020، عندما شّنَّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حملته على ما يسمى بـ«الإرهاب الإسلاموي»، بتشجيعه الإمعان في الإساءة للمسلمين دون مبرر، ودفاعه الفج عن رسومات صحيفة شارلي إيبدو، واعتباره إساءتها لرسول الإنسانية، حرية تعبير مقدسة!

ويظل مسلسل الإساءات المقررة والمتكررة مستمرًا، حيث تابعنا مؤخرًا تلك التصريحات البذيئة لمسئولين هنود، وقيادات في الحزب الحاكم «بهاراتيا جاناتا»، مليئة بالتطاول وسوء الأدب والعنصرية والوقاحة والتجاوز في حق خاتم الأنبياء والمرسلين، وزوجته أم المؤمنين السيدة عائشة!

لعل الإساءة البالغة للرسول الأعظم، وإهانة دين سماوي يعتنقه ما يقارب الملياري إنسان، يؤكد قناعتنا بأن أصحاب العقول الفارغة والقلوب الحاقدة والجهلاء حول العالم، يتبعون مخططًا عنصريًا ضد المسلمين، لتوظيف ظاهرة «الإسلاموفوبيا».

لذلك نتصور أن السيناريو الشيطاني لكراهية الإسلام، لن يفلح في النَّيل من المقام الرفيع للنبي محمد، أو الدين الحنيف، خصوصًا في «بلد العجائب»، التي تقوم حكومتها بتضييق الخناق على المسلمين، بإجراءات ترسخ لـ«التمييز الديني»، بدءًا بتعديل قانون الجنسية، وليس انتهاء بإلغاء جميع المدارس الإسلامية فقط!

للأسف، لم تلقَ معاناة المسلمين المضطهدين في الهند وغيرها، أي تعاطف يُذكر، سواء أكان من المنظمات الدولية أو الإقليمية.. فقط تواطؤ رسمي مفضوح، يقابله صمت الضعفاء العاجزين المغلوب على أمرهم!

أخيرًا.. عندما توجه هذه الإساءات المتكررة للإسلام والنبي الأكرم، فإن الأمر يتجاوز كونه وجهة نظر أو حرية رأي وتعبير، إلى انحطاط وسفالة، واضطهاد بحق البشرية والإنسانية، ولذلك فإن السكوت أو غضّ الطرف عن هؤلاء المتطرفين وأفعالهم المشينة، يؤكد أننا نعيش في ظلمات الجاهلية الأولى.

 

فصل الخطاب:

يقول نزار قباني: «تنامُ، كأنما المأساةُ ليستْ بعضَ مأساتِكْ.. متى تفهمْ، متى يستيقظُ الإنسانُ في ذاتِكْ؟».

 

[email protected]