رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقي

 

 

بدعوة كريمة من مركز أبوظبى للغة العربية وإدارة معرض أبوظبى الدولى للكتاب، تحدثت الأربعاء الماضى فى ندوة بعنوان (مدن الإمارات بوصفها مكانا روائيًا)، أقيمت على هامش فعاليات الدورة رقم 31 لهذا المعرض الذى يزداد تألقا من عام إلى آخر.

توجهت إلى المعرض فى العاشرة صباحًا، وقد غمرتنى السعادة وأنا أتجول فى أروقة هذا المعرض البهى، إذ رأيت الحشود من طلاب المدارس والجامعات، برفقة أساتذتهم، تتوافد لزيارة المعرض والتعرف على أحدث الإصدارات من جهة، وحضور الندوات واللقاءات التى تجاوزت نحو 150 فعالية من جهة أخرى، طوال فترة المعرض التى امتدت من 23 إلى 29 مايو الجارى.

الحق أن العاصمة الإماراتية مشهود لها منذ زمن بعيد الاهتمام الكبير بالثقافة والإبداع، وأن أهل الإمارات عمومًا يولون المبدع العربى، والمصرى خاصة، الكثير من التبجيل والاحترام والحب، ولك أن تعلم أن السيدة ام كلثوم، وهى صاحبة أنصع سمعة فى تاريخ الغناء العربى، قد لبّت دعوة كريمة من المرحوم الشيخ زايد المؤسس الأكبر لدولة الإمارات وقائدها التاريخى حتى رحيله فى ،2004 لتغنى فى أبوظبى احتفالا بإعلان تأسيس دولة الإمارات فى 2 ديسمبر من عام 1971.

وبالفعل غادرت أم كلثوم وفرقتها وإعلاميوها القاهرة فى 26 نوفمبر سنة 1971، لتقدم حفلتين فى يومى 28، و30 نوفمبر، حيث حضر الشيخ زايد الحفل الأول وبرفقته كبار المسئولين فى ذلك الزمن. وفى كل حفلة ترنمت بأغنيتين، كما أن هناك صورة شهيرة لكوكب الشرق وهى تسير بسعادة على كورنيش أبوظبى فى الصباح الباكر.

الجدير بالذكر، أن هناك كتابًا بالغ الأهمية صدر عام 2018 عن مؤسسة الأرشيف الوطنى بأبوظبى، وتم تدشينه آنذاك فى معرض أبوظبى. الكتاب عنوانه (أم كلثوم فى أبوظبي) أشرف على تحريره وكتب مقدمته ووفر له الصور النادرة الملائمة الأديب الإماراتى الكبير الأستاذ محمد المر، وكان لى شرف المشاركة فى كتابة فصل عن سيرة أم كلثوم ضمن فصول هذا الكتاب.

لم تنس أبوظبى أيضا، ولا القائمون على المعرض هذا العام عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين (1889/ 1973) فهو شخصية المعرض لهذه الدورة، لذا ستعتريك السعادة وأنت ترى صورة الأستاذ العميد معلقة هنا وهناك على جدران المعرض، فى إشارة واضحة إلى انحياز الإمارات إلى الفكر المستنير والرؤية المستقبلية التى تحتفى بالعقل، وفى ظنى أن طه حسين أهم مثقف عربى فى الألف عام الأخيرة؛ نظرًا لدوره المؤثر فى استرداد البهاء المفقود للعقل العربى حين أصدر كتابه القنبلة (فى الشعر الجاهلي) عام 1926.

اللافت أننى سألت كبار مثقفينا ومبدعينا أمثال رجاء النقاش وأدونيس وجابر عصفور وأحمد عبدالمعطى حجازى ومحمد برادة وعبدالسلام المسدى وعبدالعزيز المقالح وغيرهم... سألتهم عن أهم كتاب تأثروا به فى صباهم وشبابهم الأول، فأجمعوا على أن (الأيام) لطه حسين الذى صدر سنة 1929، كان له الأثر الأكبر فى عشقهم للثقافة والإبداع والأدب.

فى معرض أبوظبى للكتاب أنت تتجول فى بستان عامر بكل ما لذ وطاب من فنون الفكر والثقافة والأدب والفن، فأكبر دور النشر العربية والأجنبية حجزت لها حصة فى هذا المعرض، تعرض بضاعتها الثمينة على العابرين وعلى الباحثين عن ألذ متعة، وهى متعة المعرفة، أيًا كانت طبيعة هذه المعرفة.

لكل ذلك اختار القائمون على المعرض لهذه الدورة شعارًا متميزا هو (الكتاب بصيرة)، ومعهم حق، فهل يوجد أفضل من الكتاب ليضيء للناس طريقهم فى الدروب المعتمة، وليخرجهم من الظلمات إلى النور؟

فى الختام يجب تقديم الشكر للأستاذ الدكتور على بن تميم رئيس مركز أبوظبى للغة العربية المسئول عن تنظيم هذا المعرض المتفرد.