رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

هَذَا رَأْيِي

مما لا شك فيه أن الاعتراف بالحق فضيلة، فإذا ما أديت عملا أو سلكت مسلكا، ووجدت أن توجهك جانبه الصواب وعدت إلى الحق والرشد وصحيح الأمور فإن ذلك من الفضائل. لا تكابر ولا تعاند ولا يدفعك غرورك إلى البقاء فى دائرة الكبر العناد، وتذكر قول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام «كل بنى آدم خطاء وخير الخطائين التوابون».

العودة إلى الرشد والصواب ينطبق على الفرد والأسرة والمجتمع والدولة، فليس هناك مبرر للاستمرار فى ارتكاب الخطايا والأخطاء.. الجميع مطالب بأن يصحح خطيئته وخطأه والعودة إلى طريق الرشد والصواب، «فلا خاب من استخار ولا ندم من استشار».

ولنتذكر قول الحق عز وجل (والذين إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ).

قليلون هم من يمتلكون هذه الفضيلة ويصرون عليها بالرغم من تبعاتها أحياناً، ولكن يبقى أن هذه الفضيلة تبعث على الرضا عن النفس، وتجعل الإنسان، حتى وإن لامه الآخرون أو لم يرضهم عمله، راضيًا عن نفسه، واثقًا مما قدم، طالما أنه اجتهد وكافح ولم يدخر جهدًا لإنجاز عمله على النحو الذى يرضيه. ولنا فى قصة عمرو بن هشام ابن المغيرة الملقب بـ«أبو جهل» لجهله وعناده العظة والعبرة، فرغم علمه علم اليقين بصدق رسول الله وصدق رسالته وأن أبا جهل يعرف الحق والباطل لكنه يُكابر.

هذه آفه أبوجهل أنه لا يريد أن يعترف بالحق، رغم أنه يعلمه جيدًا، بل إنه كان لا يخفى هذه المعرفة، فقد تحدث بها أكثر من مره لأكثر من شخص ورواها اكثر من راوٍ، وربما كان ذلك واحدا من الأسباب التى جعلت «عِكرمة» ابن أبى جهل يدخل الاسلام. فمن المؤكد أنه سمع الحقيقة من والده أكثر من مرة، وادرك أن العداوة سببها الكبر والعناد ليس اكثر، وأن الله حق وأن محمدا نبى الله.

قُتل أبو جهل على يد غلامين صغيرين فى السن، هما معاذ ومعوّذ ابنا عفراء، وكان لا يزال فيه رمق فأجهز عليه عبدالله ابن مسعود الذى كان أبو جهل يتهكم عليه ويحقره وأنهى حياته. إنها ضريبة سواد القلب، والكِبر، والعناد، لذلك نقول فى المثل «العند وريث الكُفر»، وأبو جهل خير مثال على ذلك.

فهو لم يكن سوى معاند للحق والحقيقة، لكن الأزمة ليست فى «أبو جهل» الذى مات، لكن الأزمة الحقيقية فى كل «أبو جهل» يعيش بيننا وغروره يمنعه من الاعتراف بالحق، لأنه لا يريد أن يدفع الثمن.

فالحقيقة لها ثمن لا يقدر عليه إلا من يملكون شجاعة الاعتراف بالحق، خصوصا ان لم يكن الحق معهم وكان مع غيرهم. مات أبو جهل لكن ما زال لدينا من هم أكثر جهلا من «أبو جهل» نفسه!

فبادروا إلى التوبة وسارعوا إلى الرجوع للحق، فهذا ولا شك خير من التمادى فى الباطل، استجابة لأهواء النفوس ونزغات الشياطين وتكبرا عن الاعتراف بالخطأ.

[email protected]