عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

 

كان الشاعر بيرم التونسى هو أول مَنْ قال شعرًا فى المجلس البلدى، وكان مما قاله هذا البيت الشهير: يا بائع الفجل بالمليم واحدة.. كم للعيال وكم للمجلس البلدى؟!.. كانت الصورة لدى التونسى عن المجلس البلدى أنه يتدخل فى حياة الناس بأكثر مما هو لازم، وبأكثر مما هو مقبول أو معقول، وكان بيته الشعرى الشهير هو أقوى نقد لهذا التدخل!

وإذا كانت انتخابات البلدية قد جرت فى الكويت أول هذا الأسبوع، فالمجلس البلدى فيها يختلف عما كان يتحدث عنه ويراه الشاعر بيرم، لأن القانون هناك يقول أن مهمة المجلس البلدى هى رسم السياسات لبلدية الكويت.. وهذه بالطبع إحدى مهامه لأن له مهام أخرى إلى جوارها، وهى مهام ليس من بينها التدخل فى حياة المواطن الكويتى بالصورة التى كان بيرم التونسى يراها!

وقد عرفت الكويت مجلس البلدية منذ وقت مبكر.. ورغم أنها حصلت على استقلالها فى عام ١٩٦١، إلا أن تاريخ المجلس البلدى يعود فيها إلى ١٩٣٠، ولا تزال التجربة البرلمانية الكويتية مما يميز الكويت فى بلاد الخليج، وقد وصلت هذه التجربة فى تفاعلاتها إلى حد أن الخلاف بين البرلمان وبين الحكومة قد تسبب أكثر من مرة، إما فى حل البرلمان نفسه، وإما فى استقالة الحكومة!

ويتشكل المجلس البلدى الكويتى من ١٦ عضواً، منهم ستة يجرى تعيينهم بمرسوم خلال أسبوعين من تاريخ اعلان نتيجة الانتخابات، والعشرة الباقون يتم انتخابهم فى عشر دوائر انتخابية.. وفى انتخابات السبت الماضى فاز اثنان بالتزكية، وجرت الانتخابات لاختبار باقى الأعضاء العشرة!

وقد كان لافتًا أن مرشحةً واحدة كانت بين ٣٦ مرشحًا تنافسوا فى الدوائر العشر.. ولا أحد يعرف لماذا أحجمت المرأة فى الكويت عن خوض التجربة البلدية.. ولا أحد أيضًا يعرف ما إذا كان اخفاق المرشحات فى انتخابات البرلمان الماضية هو السبب أم أن هناك سببًا آخر لا نعرفه؟!

وسوف يكون أداء المجلس بعد اختيار أعضائه هو الفيصل فى الحكم على تجربته.. وربما يكون هذا هو ما كان يعنيه وزير الإعلام والثقافة، الدكتور حمد روح الدين، الذى قال وهو يستعرض مع الوكيل المكلف سعود الخالدى، استعدادات الوزارة لنقل الحدث اعلامياً، أن الهدف هو أن تعكس العملية الانتخابية روح التجربة الديمقراطية فى الكويت!

وعلى أساس الجودة فى الأداء ستكون تجربة البلدية الكويتية مشجعة لتجارب أخرى من النوع نفسه فى العواصم العربية، لأن هذه العواصم أحوج ما تكون إلى تشجيع المشاركة الشعبية على مستوياتها المتعارف عليها، ومن بينها هذا المستوى فى مجلس الكويت البلدى!