رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

صيحات الموت تناديكم.. الرصاص بانتظاركم.. لا مكان آمنًا يحميكم.. كل خيارات القتل أمامكم.. القلب والرأس هدف مباح لديكم.. أقلامكم وأصواتكم لن تمنع أقداركم المحتومة، ولن تدافع عنكم.. أحلامكم قصيرة الأجل مثل أعماركم.

لا مفر من دفع ضريبة الحياة ثمنًا لنقل الحقيقة، ولا هروب من استحقاقات الدم الواجبة عليكم.. الموت أقل ثمن تقدمون، والدماء أرخص بكثير مما تعتقدون.. أرواحكم معلقة بالسماء، وأجسادكم الطاهرة مستباحة وشاهدة على ما يفعله الجبناء.

قدرك أيها الإعلامي والصحفي أن يكون مختلفًا عن الآخرين، حتى في طريقة قتلك التي ليست من اختيارك.. أنت على موعد مع الشهادة، فلا تخرج إلى عملك قبل أن تترك وصيتك، وتودِّع أحبابك بدموع اللاعودة.. احجز مقعدك من الآن، وعليك الاختيار: أيّ مِيتةٍ تفضل؟

إن بشاعة الإرهاب الهمجي الصهيوني فاقت وتخطت اللامنطق وكل القيم الإنسانية والأخلاقية، وأنتم «الإعلاميون والصحفيون» لستم سوى أثمان بخسة تُقَدَّم قربانًا على مذبح الحرية ونقل الحقيقة.. فلا تبتئسوا بما كانوا يصنعون، لأن الحياة البرزخية أفضل بكثير من العيش أسرى تحت وطأة محتل غاصب.

ما عادت الذاكرة تتسع، ولم يعد القلب يحتمل أوجاعًا أخرى، بعد ارتقاء الصحفية الفلسطينية المناضلة شيرين أبوعاقلة وانضمامها لقائمة شهداء «الكلمة والحقيقة»، برصاصة الخِسَّة والنذالة لقناصة جيش الاحتلال «الإسرائيلي»، الذي احتفل على طريقته باليوم العالمي لحرية الصحافة!

ورغم أن اغتيال شيرين أبوعاقلة آلمنا جميعًا، وأوجع قلوب وضمائر الشعوب والأحرار حول العالم، فإن بعض الجهلاء والسفهاء أشغلونا بغبائهم، وأرادوا تحويل النقاش من جريمة بشعة غير أخلاقية، ارتكبها الصهاينة المحتلون، إلى مسألة دينٍ وانتماء.

جدل عقيم لا يحدث إلا في بلادنا، بكل أسف، فلا يكفي أن تسقط في مواجهة العدو، بل عليك أن تجتاز امتحان الدين والطائفة والوظيفة والجهة التي تنحاز إليها والجنسية التي تحملها، قبل أن يقبل أولئك المتنطعون الذين لا يفعلون شيئًا منحك صفة شهيد!

أخيرًا.. لم تمنع «السترة الواقية» أو «الخوذة» اختراق رصاصة الخزي والعار لجسدها الطاهر، لكن دماء «شيرين» لن تذهب هدرًا أو تمر بلا حساب، لأن الجريمة الوحشية التي هزَّت إنسانية العالم، ربما تكون المسمار الأخير لزوال الاحتلال «الإسرائيلي»، الذي «يَرَوْنَه بعيدًا ونراه قريبًا».

فصل الخطاب:

يُحكى أنه في إحدى الدول «البعيدة»، قامت مجموعة من «البشر» بقتل «حيوان»، بطريقة همجية، والتف الجميع على قلب رجل واحد، رافضين بشاعة المشهد الذي أدمى القلوب.. وفي نفس الدولة، قامت مجموعة من «الحيوانات» بقتل «إنسان»، بنفس الطريقة، في مشهد يندى له جبين «الإنسانية»، ولم يكن التأثر باديًا على البعض، لأن «المغدور» لم يكن من فصيلة «الحيوانات»!

[email protected]