رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الاختيار قرار.. طيلة ثلاث سنوات مضت، شكل مسلسل الاختيار شوكة فى حلق جماعة الإخوان، خاصة الجزء الأخير ضمن الثلاثية التى استهدفت كشف الحقائق وتسجيل الأحداث التى عانينا منها جميعًا منذ أن تولت تلك الجماعة الإرهابية مقاليد الحكم مدة عام، حتى اندلعت الشرارة الأولى لثورة 30 يونيو المجيدة، والتى كانت بداية النهاية للجماعة الإرهابية بعد أن أطاحت بها ثورة الشعب. فمنذ عرض الجزء الأول من ثلاثية الاختيار لم تتوقف الحملات الممنهجة من التنظيم الإرهابى -الإخوان المسلمين- للنيل من العمل الدرامى سعيًا إلى التشويش على رسالته التى تمثل ضربة استباقية فى قلب الجماعة الإرهابية وهدم مخططاتها الشيطانية، وسعيًا منها للنيل من مشروع الدولة للمواجهة الفكرية لمكافحة الإرهاب والتطرف، بعد أن وثقت دراما «الاختيار» الدور الوطنى لرجال المؤسسة العسكرية، والأعمال البطولية التى قدمها رجال الجيش والشرطة فى الحفاظ على ركائز الدولة المصرية من أن تهدم على يد هذا التنظيم الممول من أعداء الوطن، ومحاولاتهم وتضحياتهم بكل غالٍ ونفيس لحماية الوطن من الوقوع فى أتون الحرب الأهلية والاقتتال الداخلى على يد الجماعة المسلحة والتى لا يعنيها سوى تحقيق أهداف أجندة خارجية على حساب الدولة المصرية.

وبالرغم من الحرفية والمصداقية التى شكلت هذا العمل الدرامى الرائع الذى وثق الأحداث الحقيقية، وسجل التاريخ المرير الذى تعيشه الدولة المصرية حتى الآن، إلا أنه قد كشف الحقائق، ولم يترك الروايات والأحداث منقولة إلينا بالسماع فقط، فالتاريخ له آذان وليس عيونًا، إلا أن سلسلة الاختيار نجحت فى كسر القاعدة وتسجيل ما حدث بالصوت والصورة لنا وللأجيال المتعاقبة، نقل الحقائق وشخوصها الحية، وجمع بين السجال الدرامى والتسجيلات الموثوقة فى عمل درامى قوى أعاد تمثيل كافة الأحداث التى عاصرناها جميعًا بشفافية عبقرية، فضلًا عن الحقائق التى لم نعرف عنها شيئا.

ومنذ أيام، أدمت قلوبنا جميعًا تلك العملية الإرهابية الأخيرة التى وقعت غرب سيناء، واستشهد فيها ضابط و10 مجندين وأصيب 5 آخرون من قوات الجيش البواسل، راحوا ضحية الحادث الإرهابى الآثم، «نسأل المولى -عز وجل- أن يتغمد شهداء الوطن بواسع رحمته وأن يدخلهم فسيح جناته» تلك العمليات الإرهابية التى لا تزيدنا إلا وحدة فى الصف وإصرارًا على دحر أمثال هؤلاء الخونة والمأجورين. وتؤكد أيضًا قلة حيلة الجماعة الإرهابية ومدى نجاح هذا العمل الدرامى الذى جسد الواقع بكل ما تحمله الكلمة من معنى. هذا العمل الخسيس ليس بجديد أو غريب على هذا التنظيم الإرهابي، فالعنف جزء لا يتجزأ من استراتيجية التنظيم الإخوانى فى سبيل الوصول إلى السلطة وتحقيق أهدافه الآثمة.

 ليس العنف هو السلاح الوحيد الذى يستخدمه هذا التنظيم فى تنفيذ مخططه الإرهابي، والذى كثف تحركاته على مدار السنوات الأخيرة بالتحديد، بهدف إسقاط هيبة المؤسسات الأمنية والعسكرية، بل تطرق إلى قضية «الانتماء الوطني» والتى سعى من خلال حملاته الممنهجة والممولة لهدم وحدة الشعب، والتى دعت لرفض الانتماء إلى تلك المؤسسات، والتشكيك فى ولائها وجهودها المستميته للنهوض بالدولة المصرية وحمايتها من آثار تلك الآفة -تنظيم الإخوان- وبالأخير، نجح الجزء الثالث من مسلسل «الاختيار - القرار» فى كسب الرهان، وتحقيق النجاح سواء على النسق الدرامى للأحداث، أو بتفنيد أكاذيب التنظيم الإرهابى ومؤيديها بالكشف عن فيديوهات -التسريبات- فى نهاية كل حلقة، ولأول مرة فى تاريخ الدراما المصرية نرى هذا النوع من الدرما وتمثيل الأحداث التاريخية وإظهار الحقائق بحيادية، وإنعاش الذاكرة من جديد، عبر إعادة تسليط الضوء على أحداث ربما نساها البعض رغم مرارتها الشديدة، ليدركوا كم الخطر الذى هدد مصر فى أخطر أيام مرت عليها فى تاريخها الحديث، «الاختيار» دراما تعيد الاعتبار لفئات تتحمل مسئولية وطن موجوع، وتحارب بكل ما أوتيت من قوتها الحربية والإنسانية خطايا غير جائز غفرانها، مسلسل يحملك إلى عالم ربما لم نر يومًا سوى قشوره، وأظهر ما تخفيه الأعماق وخفايا الأمور.

---

   عضو مجلس الشيوخ

مساعد رئيس حزب الوفد