رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

 

وكأن قاموسنا العربي الذي أُسْقِطَت منه أرض فلسطين، لم يعد يحوي في ذاكرته المتآكلة سوى ثلاثية الاستنكار والإدانة والشجب، الموجودة في فصل «إبراء الذمم»!

أربعة وسبعون عامًا من تواطؤ عالمي مفضوح، وصمت عربي مخزٍ، والنكبة الفلسطينية مستمرة، تلاحق شعبًا مظلومًا، بات ضحية لأكبر عملية تطهير عرقي في التاريخ الحديث.

منذ إعلان بريطانيا إنهاء انتدابها على فلسطين، بدأ فعليًا ورسميًا غرس جذور الصهاينة، لتبدأ منظومة التيه والشتات والمأساة التي ما زالت تُفرزها النكبة، لتغيير كل ما يمت إلى تاريخ فلسطين وجغرافيتها بصلة.

في ذكرى النكبة «منتصف مايو 1948» لم تسقط من ذاكرة الشعوب والأحرار ما تعرَّض له 800 ألف فلسطيني، هم أهالي 1152 مدينة وقرية وضَيْعَة، عندما طُردوا قسرًا.. لا يحملون معهم سوى مفاتيح بيوتهم، وآمال العودة إلى الديار في يومٍ ما!

مأساة تتواصل فصولها على مدار عقود، والنتيجة دوران مستمر في حلقة مفرغة من «مبادرات» و«حلول» و«مفاوضات» و«قرارات»، تنكر لها الاحتلال «الإسرائيلي»، خصوصًا القرارات الدولية «181، و194، و242، 338» التي تم اغتيالها بِدَمٍ صهيونيٍّ بارد.

نكبة طويلة الأمد وممتدة لاستمرار آلة البطش «الإسرائيلية»، وانتهاك مفضوح لكل الأعراف والمواثيق الإنسانية والدولية والأخلاقية، لتشكل مأساة حقيقية وحربًا على السيادة والحق الأزلي في الوجود.

خلال العقود السبعة الماضية، لم نحصد سوى الوهم والبؤس والتشريد والتهجير والقتل والتنكيل والاستيطان.

إن الأحداث السابقة واللاحقة تثبت أن الاحتلال الصهيوني الفاشي والبارع في استخدام أساليب خبيثة من الترهيب والقتل والتشريد، لبلوغ مقاصده، لم يكن باستطاعته تحقيق أهدافه إلا بوجود «الهشاشة» العربية، والتطبيع المجاني، ولذلك لم يعد هناك أي شيء قابل للنقاش أو المساومة أو المناورة.. أو حتى للبيع!

ورغم ما تتعرض له فلسطين المحتلة منذ النكبة وحتى الآن، إلا أن الاحتلال الفاجر لن يستطيع مخالفة منطق الأشياء وقوانين التاريخ، أو محو إرادة الكفاح الوطني، أو تغيير عقيدة انتماء شعبٍ إلى أرضه، وإيمانه بحقوقه، وتمسكه بجميع أشكال النضال والمقاومة ضد جرائم «الصهاينة» البشعة في التطهير العرقي والديمغرافي.

أخيرًا.. لعل أبلغ توصيفٍ لما نحن عليه الآن، ما قالته «جولدا مائير» في مذكراتها عن حرْق المسجد الأقصى في أغسطس 1969: «لم أنم طوال الليل خوفًا من هجوم العرب علينا من كل مكان، وعندما أشرقت الشمس أدركتُ أننا نتعامل مع أمة نائمة.. نستطيع أن نفعل بها ما نشاء»!

فصل الخطاب:

«إن أسوأ مكان في الجحيم تم تخصيصه للذين يقفون على الحياد في المعارك الأخلاقية الكبرى».

[email protected]