رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

البطل الحقيقى فى دراما رمضان هذا العام هو المؤلف.. ومن شاهد مسلسلات مثل جزيرة غمام، وأحلام سعيدة، وراجعين يا هوى، وبطلوع الروح.. وحتى مسلسل شغل فى العالى.. وبالطبع الاختيار، سيعلم أن المؤلفين هم الأبطال الحقيقيون وراء كل دراما ناجحة، وأن الممثل النجم حتى ولو كان يعتبر نفسه الأول، ومهما كانت جماهيريته واسعة، سيكون الأخير بدون مؤلف!

وعبد الرحيم كمال فى «جزيرة غمام» أعاد الاعتبار للكلمة وللجملة الحوارية وكأنها سطور من قصيدة بديعة، ولو تمعنت فى حوار الجزيرة تجده لا يختلف كثيرًا عن كلمات أغنية المقدمة للشاعر المتألق إبراهيم عبدالفتاح، ومع أن الرمزية فى الدراما تضعفها، وتُجهد المشاهد بالجرى وراء تفسير الشخصيات والمواقف مما يفقدها الكثير من الدهشة، كما أنه يقدم الصوفية على أنها الحل، بالمعجزات والكرامات، ولكن يمكن رؤيتها من زاوية أن الحل فى الحب والصدق مع النفس والآخرين.. وبهم فقط تحدث المعجزات!

أما مسلسل «أحلام سعيدة».. يدفعنى للاعتراف بكل شجاعة أننى منذ سنوات لم أستطع استكمال مشاهدة مسلسلات للفنانة يسرا، مثلما استمتعت بالفرجة على أدائها فى «أحلام سعيدة» للمؤلفة المبدعة هالة خليل.. وهى مخرجة فى الأصل، قدمت أفلامًا مهمة مثل أحلى الأوقات، قص ولصق، نوارة، ومسلسلات بالحجم العائلى، حكايات وبنعيشها.. وغيرها، ومع ذلك فى أحلام سعيدة تمكنت باحترافية وإبداع أن تعيد صياغة أداء الممثلين ببراعة عبر شخصيات حية ومرسومة بدقة لا يستطيع الممثل الخروج عنها مهما حاول أن يقدم أداء مختلفًا عن المكتوب على الورق.. وحقيقة المسلسل ممتع ولطيف وشيك، خاصة أنه يلامس أشياء كثيرة فقدناها فى أنفسنا أو لدى الآخرين أو فى الأحياء كالزمالك.. جمالنا الضائع فى شوارعها!

 وفى «راجعين يا هوى» يطل علينا الأستاذ البديع أسامة أنور عكاشة، بروحه العاشقة لكل ما هو مصرى فى الأمكنة والأزمنة والبشر، وكأنه لا يزال يبحث عن أجمل ما فينا وسط ركام من غبار الأخلاق المتدهورة، والطمع والجشع والسوقية المنتشرة بين الكثير ممن نحسبهم أرقى من ذلك.. وكان سيناريو وحوار الكاتب محمد سليمان عبدالمالك أمينًا مع فكر وروح قصة عكاشة، ولأن المؤلف، سواء صاحب القصة أو كاتب السيناريو، على درجة كبيرة من الوعى والأداء المتمكن قدم الفنان خالد النبوى واحدًا من أجمل أدواره، وجاءت شخصية «بليغ أبو الهنا» متوافقة معه شكلًا ومضمونًا، وأن سبب إعجاب الجمهور الشديد بدوره لأنه قدمه ببساطة وبخفة دم راقية ولذيذة، وبالطبع القدير الفنان أحمد بدير كان السهل الممتنع..وفريق الممثلين نور، إسلام إبراهيم، إسلام جمال، أنوشكا، هنا شيحة، والرائعة وفاء عامر..!

و«بطلوع الروح» للقادرة «منة شلبي» صاحبة الحضور المهيمن على المسلسل بأدائها دور الأم المكلومة كانت هى نفسها التى قدمت خلال السنوات الأخيرة عدداً من الأدوار الصعبة المركبة وأدتها بتلقائية توازى تلقائية موهبتها الكبيرة.. وأعتقد أن مؤلف «بطلوع الروح» محمد هشام عبيه محظوظًا بفريق التمثيل وبالمخرجة المبدعة كاملة أبو ذكرى فهى صارت مثل الساحر الذى يقوم بأعمال مدهشة بلا خداع!

ويأتى «الاختيار».. ورغم أنه أقرب إلى الوثائقية، ولكن المؤلف هانى سرحان، جعل منه دراما مشوقة، ومتصاعدة، بإدراك ووعى بأنه عمل سياسي من الدرجة الأولى ولكنه تمكن من «أنسنته» ولم يتورط فى تحويله إلى مسلسل أكشن يطارد فيه الأمن جماعة إرهابية لا تعرف غير قتل وسفك دماء المصريين.. ورغم أنه يضم عددًا من النجوم الأبطال، لكن نجح فى أن يجعل من المواطن المصرى صاحب قرار «الاختيار» ما بين الإنسانية والإرهاب هو النجم الوحيد والبطل الحقيقي!

[email protected]