في رمضان أعد ترتيب نفسك وجدد روح التفاؤل والأمل بأن الدنيا «لسه بخير» فليس شرطا أن تكون إماما في المحراب.. ولا من الأولياء الصالحين.. ولا من أهل الدراويش وليس شرطا أن تكون من أصحاب اليمين لأنك فقط انت في يدي رب العالمين.. ولكن الأهم أن تكون إنسانا
إماما في التسامح والمحبة والبسمة الطيبة.. إمامًا في البر والعطاء والكرم إمامًا في الصبر على الأذى.. إمامًا في صلة الرحم إمامًا في محبة الخير وخدمة عباد الله إمامًا في تربية نفسك أولا وتهذيبها بأحسن الخلق وفيمن حولك سواء في محيط عملك أو مع أفراد أسرتك..
إمامًا في حسن الخلق مع أهل بيتك ومع جيرانك ومع خلق الله جميعا .. إماما في استثمار الوقت والجهد في محبة الله... والعظمة في الترفيع عن التفاهات في الحديث والعلاقات.. ولكن هنيئاً لمن جعله الله كذلك وحبب عباده فيه.. وما زلنا نبحث عن الحياة برغم أننا فيها. نحاول أن نتشبث باليد التـي لا تغــادرنا.. نعشق الروح التـي لا تـفكر أن تستبدلنا بأحد.. نعانق القلـوب التي لا تمل مهما فعلنا.. وتبتلع عيوبنا وتغفر تجاوزاتنا.. حينها فقط سندرك أننا حقا على قيد الحياة.
إن أكثر الألسن حديثا عن القوة والتفاؤل هي أكثر الأرواح احتياجا للدعم جميعنا في بطن الحوت، وخاصة أنها في الغالب تتظاهر بما ليس فيها تقريبا.. فاقد الشيء هو أكثر من يمنحه وهو أشد من يحتاجه ومن قال فاقد الشىء لا يعطيه بل يعطيه وهو في اشد الحاجة لمن يحتويه نجدها في الصحبة الطيبة الخالصة لوجه الله وليس لوجه المصالح.. من منا من يبحث عن الصديق الأخلاق الصدوق عند الضيق قبل الفرح فمـن الصــديق المــحب لك؟
ýýاللهم ارزقنا أشخاصا على هيئة حياة. يتصرفون مع القلب كما يتصرفون.
مع الزجاج لا يخدشون بكلمات شعورا ولا يتركون جرحا... يمرون سريعاً كالسحاب.. إذا لم تمطر يكون ظلّا تجدهم حين تحتاجهم.. ولا يتخلّون في شدّة.. ولا يرحلون في اكتفاء يا رب..
أفضل ما يمكنك أن تهديه إلى الآخرين.. هو حب دون نفاق.. سعادة دون حدود.. قلب محب دون رياء أن تكون إنسانا فقط.. دون أي انتماءات.. ولا تنسوا تلعنوا السياسة شوهت كل معاني هذه الانسانية... فقط.. كن الانسانية المفقودة والتي أصبحت نادرة... حتي اكتشفناها والله بصدق نقائها في الحيوانات الأليفة وحتى المفترسة قد لا تخون..فنحن لا نحتاج شعارات فى الحياة... نحتاج فقط الاحساس بالآخرين نحتاج سمواً بالنفس التى منحنا إياها الله.. فالحياة حب لمن حولك إحساس بآلام الآخرين نعمة لا تقدر بمال.. الإنسانية لا تحتاج أموالا أو كنوزاً...الإنسانية أن تكون معطاءً للجميع.. بابتسامة بالحب للجميع دون تفريق فإذا فعلت ذلك احبنا الله واخترقنا قلوب البشر.. فويل للقاسية قلوبهم.
أرواحنا كالطيور.. تهبط في المكان الذي تشعر فيه بالامان...فكم من ناس ماتت ضمائرهم ومشاعرهم من سوء الظن، وكم من العلاقات انقطعت لأسباب خاطئة... لا تنظروا بأعينكم ومشاعركم فقط، انظروا بعقولكم وضمائركم وقلوبكم واعرفوا الحقيقة واسمعوا من الشخص ماذا سَيقول قبل ردة فعل خاطئة تبكيك ندما.
لا يمكن للقلب النقي أن يتغير ولا يمكن للنوايا الصافية أن تُلوث، حتى لو حاول الجميع تشويهها... فالنقاء ينتصر دائماً. يا رب مضى ثلثا رمضان ونحن والحمد لله على روح عادت ونعم زادت.... اللهم وفقنا لما تحب وترضى أستغفر الله العظيم وأتوب إليه.. رمضان كريم.
--
رئيس لجنة المرأة بالقليوبية
وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية