عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

كل الأحداث الساخنة والأزمات الكبيرة والحروب والمعارك.. وحتى قصص الحب والزواج، تبدأ بالاستقطاب والمتابعة الحثيثة لفترة محدودة من الزمن، ثم يتراجع الاهتمام شيئًا فشيئًا، ويعود الناس إلى حياتهم المعتادة.

مؤخرًا تابعنا تغريدة إحدى «الفنانات» تعلن فيها انفصالها عن زوجها «الفنان» للمرة الثانية خلال 18 عامًا، بعدما انفصلا للمرة الأولى في 2004، عبر رسالة مؤثرة غير مسبوقة، تحفل بالحب والاحترام والتقدير.

لعل أكثر ما يلفت الانتباه هو مضمون الرسالة، التي كُتبت بعبارات أنيقة، وصيغت كلماتها بأسلوب راقٍ لم نعهده كثيرًا في مجتمعاتنا عند انفصال زوجين.

لذلك لم يكن يتوقع الكثيرون نهاية متحضرة وعقلانية عند اتخاذ قرار الطلاق، خصوصًا بالوسط الفني، الذي يشهد العديد من حالات الطلاق كل عام، بعضها ينتهي سريعًا، والبعض الآخر تصاحبه ضجة وأزمة وخلافات.. وفضائح!

لكن اللافت أننا لم نعهد هذا الرقي والتحضر في إنهاء علاقة زوجية، خصوصًا بين فنَّانَيْن، حيث إننا في كل مرة نتابع حالة انفصال بين زوجين من المشاهير، يفضل البعض منهم الاحتفاظ بالأسباب وإبعاد حياته الخاصة عن الإعلام والصحافة، فيما يلجأ آخرون للإعلام والسوشيال ميديا لفضح الجوانب الخفية في قصصهم.. وكثير منهم يسارعون باللجوء إلى أقسام الشرطة والقضاء!

وبالعودة إلى تغريدة «الفنانة» بعد إعلانها الانفصال، فإنها كانت موفقة لدرجة كبيرة فيما كتبته: «البدايات أخلاق والنهايات أخلاق.. كنتَ بداية وليس لكَ في قلبي وعقلي وحياتي ووجداني نهاية وإن ابتعدنا.. كنتَ وستبقى رجلًا في عيني أمام الله والناس، سندًا لي إن مِلت، ورحمة لي إن ظُلِمت، ويدك الحانية أول من تنتشلني إن وقعت.. كعادتك لا تدعني أحتاجك، لأني قد عرفتك أراك قبل طلبي، وكنت تسبق حتى ندائي في ضعفي وفي فرحي».

وبعيدًا عن ما إذا انتهت العلاقة بشكل رسمي، أو كما اعتدنا في السنوات الأخيرة من «انفصال وهمي» لبعض المشاهير، الذي يتراجعون لاحقًا، إلا أن ما نود الإشارة إليه هو أن الطلاق ليس نهاية الحياة، خصوصًا إذا كانت رحلة مثقلة بالألم في طريق يئن من وطأة الظلم!

كما أن الطلاق أحيانًا يكون رحمة، لإنهاء حياة زوجية فشلت في الوصول إلى شاطئ الأمان، رغم أن الانفصال قد يبدد طموحات أطفال بالعيش في هدوء نفسي واجتماعي تحت رعاية أبوين تجمعهما المودة والرحمة والحب.

أخيرًا.. نتصور أن الطلاق للرجل أو المرأة على حدٍّ سواء، لا يكون بالضرورة ناجم عن ذنبٍ أو نقصٍ أو خللٍ أخلاقيٍّ أو نفسيٍّ، لأنهما بالتأكيد خاضا حروبًا وصراعات نفسية مريرة لا يعلم بها أحد، من أجل الحفاظ على حياة زوجية، لم تستطع الصمود طويلًا.

فصل الخطاب:

ليسَ يفهمُ كلامكَ من كان كلامُهُ أحبَّ إليهِ من الاستماعِ منكَ.

[email protected]