عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

اعتقد، أننا فى زمننا هذا يجب أن نستمع، ونستمع جيدا لهذا الرجل، إنه خبير الطاقة العالمى وعضو المجلس الاستشارى لرئيس الجمهورية الدكتور هانى النقراشى.. وسبب هذا الحديث هو أنك تشعر من نبرة حديثه فى مختلف المنصات التى يطل علينا منها أنه يؤذن فى مالطا حتى أنه يكاد أن ينكفئ على نفسه ويتفرغ لحياته فى ألمانيا ولا يصدع دماغه بما يجرى فى بلده.

قد نختلف، وهذا أمر مشروع، حول أفكاره، لكننا لا يمكن أن نختلف على وطنيته، ورغم أنه يقيم خارج مصر إلا أنه يبدو من اهتمامه بها وكأنه لا ينام الليل دون أن يشغله سبل المساهمة فى حل مشاكلها وبالتحديد القضية التى يستطيع بحكم تخصصه أن يفتى فيها وهى الطاقة.

من الواضح بداية أن هناك نوعًا من الخلاف، أو لنقل الاختلاف فى الرؤى بين النقراشى ووزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر، لكن هذه نقرة والاستفادة من أفكار الرجل ورؤاه، فى اعتقادى نقرة أخرى. باختصار ينطلق الرجل من أننا نعيش فى مرحلة تفرض علينا الاستفادة وبأقصى إمكانية ممكنة من شمس مصر فى توليد الطاقة.

ولأنه يعيش فى الغرب وألمانيا تحديدا وعلى وقع تأثيرات الحرب فى أوكرانيا وأزمة الغاز خاصة والطاقة عامة والتى تهدد أوروبا، فإنه يرى أننا يجب أن نتنفس طاقة شمسية. وبتعبيره هو عن كيفية ذلك نجده يقول: «مصر التى هى فى نظر الألمان دولة فقيرة تمتلك ثروة تقدر بمليون برميل نفط لكل كيلومتر مربع من أرض مصر يفيض عليها كل سنة طالما الشمس تسطع على أرض الكنانة بأشعتها الذهبية».

وبغض النظر عن نظرته لمشروع بنبان وما إذا كانت خاطئة أم سليمة، باعتبار أن ذلك ينفر القائمين على وزارة الكهرباء منه حيث يراه مشروعا ينتابه سوء التخطيط لجهة تركيز الطاقة فى مكان بعيد عن الطلب فإن جانبًا من تصوره يقوم على أساس أن نشر الخلايا الشمسية وليس تركيزها يمثل حلاً عمليًا. على هذه الخلفية يقدم النقراشى مشروعًا يسميه «خميسة» وحسب وصفه فهو ليس إلا «مجموعة من محطات الكهرباء التقليدية مرتبطة فى شبكة من 5 محطات لتأمين الإمداد 24 ساعة يوميا و365 يومًا فى السنة إلا أنها تستعمل تركيز الإشعاع الشمسى لإنتاج الحرارة بدل حرق الوقود فى المحطات التقليدية. ومصر تتمتع بظروف مثالية لتحقيق هذا المخطط أهمها بجانب شمسها عقول وسواعد شبابها. وهذه المجموعة يمكن وضعها قرب أماكن الطلب على الكهرباء فلا يلزمها إلا خطوط نقل قصيرة بذلك لا تحتاج المحطات لوقود ولا لخطوط نقل طويلة.

وتأييدًا لرؤيته يشير إلى أنه بدلا من نقل الكهرباء من بنبان إلى نجع حمادى من جهة وإلى توشكى من جهة أخرى ثم إعلان خطوط النقل هذه على أنها «إنجاز»، فإن المنطق يشير إلى أن الأفضل هو وضع العدد المناسب من اللوحات الشمسية فى كل من الموقعين ليكون إنتاج الكهرباء بجوار موقع طلبها فى مصنع الألومنيوم وحقول توشكى.

وبعيدًا عن تفاصيل هذه الرؤية، والتى قد تبدو متخصصة وذات جوانب علمية تتجاوز قدرتى وقدرتك على الفهم، فإن القيمة المهمة التى يجب اقتناصها من رؤى النقراشى هو حيوية الطاقة الشمسية وضرورة العمل بكل جد وكد لاستغلالها الاستغلال الامثل لما سيمثله ذلك من وفر فى النفقات، وتوفير مصدر حيوى ورخيص لحياتنا المعاصرة انطلاقا من الفكرة الرئيسية التى يؤكد عليها وتعكس حقيقة أساسية فى عالمنا وتتمثل فى أن تأمين الطاقة فى كل زمن مسألة أمن قومى. فهل من مجيب؟ أتمنى.!

[email protected]