رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بموضوعية

إنهم قراصنة العصر الجديد،  أصحاب الأموال الساخنة الهائمة فى الأسواق، تبحث عن فريسة من بين تلك التى يسمونها الأسواق الناشئة، أسواق الفقراء والشعوب المستضعفة، يدخلون فى لحظات يقتنصون الفرص يحققون أرباحا خرافية وبالمليارات، ما بين غمضة عين وانتباهتها وفى أول أزمة تلوح فى آفاق هذة الأسواق يهربون بأموالهم أسرع من الريح، لا يهمهم الضحايا ولا يفكرون كثيرا فى أبعاد الماسى الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية التى يصنعونها على أعينهم فى تلك البلاد، المهم الأرباح ومبدأ دعه يمر دعه يعيش.

إنهم الرابحون فى كل وقت وحين فى الهزائم والانتصارات فى الضائقة والازدهار، السيناريو واحد والمشاهد متكررة بنفس التفاصيل ومراحل التنفيذ، القراصنة الجدد حصدوا ٤٢ مليار جنيه أرباحا فى ساعات محدودة قبل تعويم الجنيه يوم الاثنين قبل الماضى فى مصر.

امتصوها من شرايين الاقتصاد المأزوم وبطريقة قانونية لا غبار عليها، فها هى وكالة بلومبرج العالمية المتخصصة فى متابعة النشاط الاقتصادى والمالى حول العالم، تعلن أن المستثمرين الأجانب فى أدوات الدين المصرية باعوا ما يوازى ١٥مليار دولار من استثماراتهم فى مصر، منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وقاموا بتحويل تلك الأموال إلى حساباتهم فى الخارج على سعر صرف الجنيه قبل التعويم الأخير، ومع احتساب فارق السعر بعد التعويم -أى إذا أرادوا العودة مرة أخرى للسوق المصرية الآن وسوف يعودون- يكونون قد حصدوا نحو ٢،٣مليار دولار أرباحا صافية فى تلك الأيام المحدودة، هذا المبلغ يوازى ٤٢مليار جنيه وفقا لسعر الصرف الجديد.

الغريب ان الأموال الساخنة للقراصنة الجدد لا يتم استخدامها فى استثمارات جديدة أو منتجة، بل غالبا ما توجه إلى تمويل عجز الموازنة، لأنها تدخل فى أدوات الدين الحكومية أى سندات واذون الخزانة. المدهش أيضا أن البلاد الفقيرة المسماة بالأسواق الناشئة كانت وستظل طيلة الوقت فى حاجة لهذه الأموال المسمومة لتدبير احتياجاتها التمويلية، طالما ظلت قواعد الإنتاج والتصدير لديها عاجزة عن تلبية متطلباتها المالية.

السؤال: هل هذا هو قدرنا؟ الإجابة بالقطع لا، وإن كان الأمر يتطلب مراجعة متأنية لسياسة القروض، لأنها دائرة خبيثة كفيلة بالتهام كل جهود الإصلاح التى تتم، وقطف ثمار أى تنمية تتحقق . هذه قاعدة ثابتة وواضحة وتنطبق على الدول مثلما تنطبق على الأفراد لا حل سوى الاعتماد على النفس.