رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

 

 

ابن الجوزى فى كتابه «تلبيس إبليس» كان يرى الوعاظ قديماً علماء فقهاء، ثم خست الصناعة وتعرض لها الجهال فبعد عن الحضور عندهم المميزون من الناس، وتعلق بهم العوام والنساء، فلم يتشاغلوا بالعلم، وأقبلوا على القصص وما يعجب الجهلة، وتنوعت البدع فى هذا الفن.

الثعلبى، أبوإسحاق أحمد بن إبراهيم، المتوفى سنة 427هـ، من الشخصيات التى اختلف حولها المؤرخون، البعض مثل السمعانى (ت562هـ) وياقوت الحموى (ت626هـ) والقفطى (ت646هـ) وابن خلكان (ت681هـ) والذهبى (ت 748هـ) وصفوه بالثقة والعالم وواحد زمانه فى اللغة والتفسير والقص.

وهناك فريق آخر لا يثق به، ولا يصح النقل عنه، ووصفه ابن تيمية (ت728هـ) بقوله: «كان حاطب ليل ينقل ما وجد فى كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع، والواحدى، 468هـ، صاحبه كان أبصر منه بالعربية، لكن هو أبعد عن السلامة واتباع السلف». وقال عنه ابن كثير(ت771هـ):» وكان كثير الحديث واسع السماع، ولهذا يوجد فى كتبه من الغرائب شىء كثير».

والذى يعود إلى كتبه، تفسير القرآن أو عرائس المجالس الذى جمع فيه عشرات القصص عن الأنبياء يتضح له بسهولة أنه بالفعل لم يكن ثقة وأنه كان يجمع ما يصل إليه دون التحقق منه، أو حسب د.حسين الذهبى فى «التفسير والفسرون»، كان قليل البضاعة فى الحديث، لا يستطيع أن يميز الحديث الموضوع من غير الموضوع، وغيرها من الأحاديث التى اشتهر وضعها، وحذر العلماء من روايتها».

وكتابه الذى ألفه فى قصص الأنبياء وسماه «العرائس» أكبر دليل على مبلغ شغفه بالخرافات وولعه برواية الغرائب والأعاجيب، وإذا ساغ للثعلبى أن يضمن كتابه «العرائس» كثيراً من القصص الذى لا أصل له، فلا يمكن أن نسلم بصحته لمنافاته قواعد الدين وبداهة العقل.

 

[email protected]