رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

 

ما يحدث حاليًا في الحرب المستعرة - التي لن تنتهي قريبًا - بين المعسكرين «الشرقي» و«الغربي» على الملعب الأوكراني، تُنذر بعواقب وخيمة على جميع دول العالم.. وإن بدرجات متفاوتة!

ومهما تكن نتيجة الحرب، فإن تداعياتها قاسية وأليمة، خصوصًا على أوروبا، التي أريد لها أن تكون مسرحًا للصراع، ومَوَاطِن لجوءٍ جديدة، إضافة إلى الكُلفة الاقتصادية المترتبة على العقوبات المستهدِفة خَنْق روسيا.

ربما يكون الشاهد الأبرز، أن الأخلاقيات السياسية والإنسانية ليست سوى أكذوبة ليبرالية تم تفصيلها على مقاس الدول الغربية وحدها، وهي غير قابلة للاستعمال لمصلحة الشعوب الأخرى.. ولنا في بلداننا العربية والإسلامية أفضل مثالٍ على ذلك!

لقد فتح الغزو العسكري الروسي لأوكرانيا، الباب على مصراعيه للمقاتلين الأجانب و«المجاهدين» بالانضمام إلى ساحات المواجهة.. في إعادة تدوير سيناريو ما حصل في أفغانستان إبان الاحتلال السوفيتي نهاية 1979.

اللافت أن المعسكرين «الشرقي» و«الغربي» سارعا على الفور بدعوة مناصريهما من المقاتلين المتطوعين للتوجه إلى ساحة المعركة بأوكرانيا.. والنتيجة استجابة فورية لأفواج من طلائع المسلحين، بدأت مشاركتها الفعلية في الحرب!

خطوة خطيرة، أعادت إحياء مشروع ما يُعرف بظاهرة المقاتلين الأجانب، التي نَصَّ مجلس الأمن على مكافحتها، لأنها تشكل خَرْقًا للقانون الدولي والإنساني، باعتبار هؤلاء «المتطوعين» ليسوا سوى حفنة من المرتزقة.

الأمر يبدو معقدًا بشكل لا يمكن تحمل تبعاته المستقبلية، خصوصًا إذا وضعنا بعين الاعتبار ما أسفرت عنه نتيجة الاجتياح الروسي، من إعادة تكرار مشاهد «المجاهدين العرب»، و«متطوعي الزحف المقدس» إلى أوكرانيا!

المؤسف أنه منذ بدء الحرب، تعالت أصوات متطرفة بائسة، للزجِّ بالعرب في أتون المعركة الدائرة في شبه جزيرة القرم، بإعلان «النَّفير العام» للدفاع عن مسلمي أوكرانيا.. في دعوة تحريض صريحة، ودوافع شيطانية خبيثة، أُلبست ثوبًا دينيًا!

في المقابل كانت هناك «دعوة استغاثة» أطلقها الرئيس الأوكراني لتشكيل لواءٍ إقليميٍّ مسلحٍ، من كافة الجنسيات الأوروبية، للدفاع عن بلاده.. دعوة لاقت تأييدًا من دول الناتو، التي سمحت لمواطنيها بالمشاركة في محاربة روسيا، ودعمهم بالمال والسلاح!

وما بين استقطاب العرب ليكونوا حطبًا لحربٍ، لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وتوريط بعض الدول للإضرار بها، وتشويه سمعتها ووصمها بالإرهاب لاحقًا، وتدفق «المتطوعين» من شباب جماعات «التفوق الأبيض» الغربية المتطرفة، ستكون النتائج كارثية وسترتد آثارها الإرهابية على العالم أجمع.

أخيرًا.. فى السنوات القليلة المقبلة نتوقع أن يكون الإرهاب الجديد أوروبي المنشأ، وسيعاني منه الغرب عمومًا قبل غيره، خصوصًا بعد انتهاء الحرب وعودة هؤلاء المقاتلين إلى بلدانهم الأصلية، مسلحين بخبرة قتالية ودوافع دينية وقومية متشددة!

فصل الخطاب:

يقول المسرحي اليوناني القديم «أسخيلوس»: «في الحرب تكون الحقيقة أولى الضحايا».

[email protected]