عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

هناك مقترحات لحل المشكلة السكانية.. هذه المقترحات تتلخص فى ضرورة التوسع فى إنشاء المدن الجديدة المتكاملة من حيث المرافق. لا يجوز أن تتركز الكثافة السكانية فى الوادى لأن هذه الكثافة تسببت على مدار عقود طويلة فى الاعتداء على الأرض الزراعية، وتسببت فى تصحر الكثير منها وفشلت حكومات متعددة فى إيجاد حل لهذه الكارثة. التوسع فى المدن الجديدة خاصة فى الظهير الصحراوى هو حل جذرى يقضى تماماً على الكثافة المتمركزة فى الوادى، ويمنع الاعتداء على الأرض الزراعية.

فى هذا الإطار لا بد من نقل أفرع الوزارات والمصالح الحكومية لهذه المدن الجديدة لتقليل الضغط على المدن الكبرى القديمة خاصة القاهرة.

بنقل هذه المصالح نضمن تقليل الكثافة السكانية ويحدث نوع من التغيير فى التركيبة. كذلك ضرورة عقد اتفاقيات مع الشركات الاستثمارية الكبرى لإنشاء هذه المدن وربطها بشبكة خطوط مواصلات لتسهيل الانتقال منها وإليها. ومن المقترحات المهمة فى هذا الإطار ضرورة تطوير المدن والقرى التابعة للمحافظات لتقليل الهجرة إلى المحافظات الكبرى خاصة محافظتى القاهرة والإسكندرية.. ويجب تزويد المدن والقرى الصغيرة بكافة الخدمات المختلفة وهو ما تقوم به الدولة حالياً.

هناك اقتراح آخر يسهم فى حل المشكلة السكانية وهو نشر الوعى المجتمعى بين الأسر بقيامها بإنجاب طفلين فقط وفقاً للمنهج الصينى الذى حقق نتائج مبهرة ومنع تآكل خطط التنمية.. كما أنه يجب تحسين وضع المرأة المصرية من خلال التعليم والعمل والاهتمام بصحتها حتى تكون صاحبة قرار فى تحديد عدد أطفال أسرتها.. كما يجب الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية والإنجابية، والاهتمام بمتابعة وتقييم الخطط بصورة ترفع كفاءة نظم المعلومات السكانية.

ورغم أن مصر تعد من أوائل الدول التى أجرت أول تعداد للسكان فى عام 1800 أثناء عصر محمد على باشا وبلغ عدد السكان اثنين ونصف المليون نسمة وتضاعف هذا العدد عام 1850، وبدأت مصر تتبع نظاماً دورياً باتباع هذا النظام كل عشر سنوات حتى الآن إلا أنه لن تتم الاستفادة الكافية من هذا الحصر ولم يتم التنبيه بخطورة التزايد الفظيع فى التعداد السكانى فى مقابل خفض الموارد ومؤخراً فقط تلاحظ أن هذه الكثافة السكانية تلتهم أية موارد أو تنمية.. وبما أننا الآن نبنى الدولة الحديثة فلا بد من إيجاد حلول عاجلة لهذه الكارثة، ومن بينها ما قلناه سابقاً.. يجب الاهتمام البالغ بهذه القضية ولتكن مشروعاً قومياً لمصر مثلما فعلت الصين التى تتشابه معنا فى هذا الإطار، وقد حققت نجاحاً مذهلاً بعدما بدأت تتنبه لهذه الكارثة فى مطلع السبعينيات. لن نبكى على اللبن المسكوب فيما مضى من الزمان، والآن باتت الأمور لا تحتمل أى تأجيل حتى نضمن الحياة الكريمة التى نبتغيها، وهى لن تتحقق إلا بخفض عدد المواليد فى مقابل موارد لا تتناسب مع هذه الكثافة السكانية العالية.

 

 ..وللحديث بقية

رئيس عام حزب الوفد