كلمة عدل
مازال الحديث مستمراً عن الظواهر السلبية التى تصيب المجتمع فى مقتل، لأنها بمثابة كوارث تهدد أمن وسلامة المجتمع، وتؤثر تأثيراً مباشراً فى أى تفكير للتنمية بالبلاد، وهو ما تسعى إليه الدولة الجديدة الوطنية التى يحلم بها المواطنون منذ زمن طويل.
من هذه الظواهر السلبية واللامبالاة التى تمكنت من الناس بشكل بشع ولها آثار مدمرة، تجرع بسببها المصريون الكثير من الأزمات والويلات على مدار عقود طويلة من الزمن، وأوصلت البلاد لحالة من الفوضى الشديدة.
السلبية التى نتحدث عنها لا يقوم بها فقط الناس، ولكن يقوم بها أيضاً المسئولون فى المصالح والهيئات الحكومية، ونعنى بذلك إهمال المسئولين عن القيام بالدور المنوط بهم فى قضاء حوائج ومصالح الناس، ما يتسبب فى الكثير من المشكلات التى تكون سبباً فى الأزمات بين الحكومة والمواطن، والتى تصل فى الغالب العام إلى ظاهرة أشد فتكا وهى الاحتقان الشديد الذى يتمثل أيضاً فى ظواهر أخرى، وهى احتجاجات أو اعتصامات وخلافه، البلاد فى غنى شديد عنه الآن.
السلبية واللامبالاة مرض فتاك سواء من المواطنين أو من المسئولين على حد سواء، فسلبية المسئول معناها فقد ثقة المواطن به والحكومة، وسلبية المواطن تعنى تبنيه سياسة الاستهتار وعدم القدرة على العطاء، ويكون الأمر فى نهاية المطاف تعطيل العمل والإنتاج، وهذه هى الكارثة التى تصيب المجتمع فى مقتل، وتقضى تماما على اى تنمية تقوم أو تفكر فيها الدولة، وهذا لا يجوز فى ظل هذه المرحلة الفارقة فى تاريخ البلاد التى تحتاج إلى التعاون والعمل بين المسئول والمواطن.
فى مصر الجديدة التى يتم تأسيسها الآن يجب أن تختفى السلبية وتزول إلى غير رجعة ، والا ستتعطل مشروعات التنمية التى يحلم بها الناس وينتظرونها بفارغ الصبر، ولا تقوم قائمة لأى مشروع فى وجود ظاهرة السلبية واللامبالاة. ويجب على الجميع أن يدرك أن الأزمة الحقيقية التى يتعرض لها المجتمع تتمثل فى ذلك، ولابد من اتخاذ كل الإجراءات التى تقضى على السلبية وفى أسرع وقت.
ومظاهر السلبية كثيرة ومتنوعة ولا تخفى على اى احد. ومن الواجب على الجميع أن يسرع فى القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة التى تعد بمثابة سرطان ينهش فى جسد المجتمع.
وللحديث بقية.
رئيس حزب الوفد