عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

في لحظات بعينها نكتشف مدى شدة تعلقنا بـ«شبكة الإنترنت»، إلى الحَدِّ الذي يجعلنا لا نستطيع تصور حياتنا بدونها، أو الاستغناء عنها لبضع ساعات فقط.. خصوصًا في ظل ارتباطها الوثيق بأعمالنا واهتماماتنا.

ربما لم يخطر على بال أحدٍ، ولو للحظةٍ، ذلك الأثر الكبير الذي قد يخالف أكثر توقعاتنا، لأن «الناس يستبعدون فكرة انقطاعه، وفي الوقت نفسه لا يُدركون مدى تغلغل الإنترنت في كافة تفاصيل حياتهم»، بحسب «وليام داتون».

مؤخرًا، وبسبب «عطل جسيم» توقفت الحياة على مدار خمسة أيام بسبب انقطاع «الإنترنت»، ولم أكن أتصور أن أعيشَ فترة حالكة تشبه عصور الظلام، لأجد العالم تغيَّر كثيرًا، ولم يعد كما كان، بعد «عودة الخدمة»، التي أعادت الروح للجسد، فيما يشبه «العودة من الموت» تقريبًا!

خمسة أيام «مملة»، شهدت تطورات متلاحقة وتداعيات خطيرة بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي هزَّ أسواق المال والأعمال والاستثمار، مصحوبًا بارتفاع أسعار النفط والغاز والغذاء، وتفاقم التضخم حول العالم.

وبعيدًا عن «الهَرْي» في انشغال الناس أو إشغالهم بتفاصيل هامشية، على المستويات الرياضية والفنية والدينية.. وغيرها، إلا أن الصدمة الكبرى «المتوقعة»، كانت في إعلان أديس أبابا رسميًا تشغيل أول «توربين» بمشروع توليد الكهرباء من «السد الإثيوبي»، في خطوة تصعيدية استفزازية وأحادية!

تفاصيل وأحداث ساخنة في عدة أيام فقط، محليًا وإقليميًا ودوليًا، أصبح العالم فيها على صفيح ساخن، بسبب أخطاء جوهرية فادحة وسوء تقدير قد يكلف أثمانًا باهظة، وبات من الصعب توقع سيناريوهات المستقبل، الذي بات مجهولًا وخارج أي توقعات!

أيام خمسة أصبحتُ فيها حرفيًّا خارج نطاق التاريخ والجغرافيا، ولم تفلح معها محاولات الاستمتاع بتحسن حالة الطقس، أو العودة إلى ذكريات الزمن الجميل التي تلاشت بفعل التكنولوجيا الحديثة، أو تنشيط ذاكرة التواصل الشخصي، لملء فراغ عزلة أحدثها «عُطل جسيم»!

قبل عام 2008، حاول «جيف هانكوك» الأستاذ بجامعة ستانفورد الأمريكية، تحدِّي طلابه لقياس قدرتهم على الاستغناء عن الإنترنت ليومين خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكنه فوجئ بالنتيجة مُعلقًا: «عندما عرضتُ على الطلبة هذا التحدي، ثارت ثائرتهم، مؤكدين أن تلك الفَرضية مستحيلة وجائرة»، ليضطر إلى إلغاء هذا التحدي تمامًا، ولم يحاول تكراره مرة أخرى!

أخيرًا.. يبدو تساؤل منطقي في عصر اللامنطق: ماذا لو توقفت شبكة الإنترنت عن العالم فجأة، دفعة واحدة، بسبب «عُطْلٍ جسيم»، هل سنعود إلى العصر الحجري، أو أنه لا شيء سيتغير، أم سنرجع إلى حياتنا السابقة «البدائية»!

 

فصل الخطاب:

 

تستمر الحياة في ثنائيات متواصلة، رغم مِحْنَة انقطاع «الإنترنت».. ولادةٌ وموت، حربٌ وسلام، حبٌّ وكراهية، رخاءٌ وفاقة، أملٌ ويأس، استقرارٌ واضطراب!

 

[email protected]