رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

بدون رتوش

بعد قطيعة طويلة، بدأ الانفتاح العربى على سوريا، وفى إطاره تحسنت علاقات دمشق مع مصر والأردن والامارات وسلطنة عمان والجزائر والعراق، ولربما تتوالى السلسلة لتشمل دولاً أخرى لاتخاذ خطوة مماثلة. اعتبارات سياسية حركت عواصم عربية نحو سوريا، ولعل من بين هذه الاعتبارات علاقاتها مع روسيا أقوى الدول الداعمة للرئيس بشار الأسد، التى تسعى إلى إعادة دمج سوريا فى المنطقة لقطع الطريق على كل من تركيا وأمريكا وإسرائيل، فهناك شريط فى شمال سوريا تحتله تركيا وتدعم من خلاله فصيلا من الإسلاميين، وهناك وجود للولايات المتحدة غير شرعى فى الشمال الشرقى بالتعاون مع مسلحين أكراد، وهناك إسرائيل التى تستهدف بصواريخها عدة مواقع فى سوريا، ومؤخراً قال رئيس أركان الجيش الاسرائيلى «أفيف كوخافى»: (لقد ضربنا أكثر من 500 هدف هذا العام على جميع الجهات بالإضافة إلى العديد من المهام السرية). مصادر استخباراتية غربية قالت: (بأن تصعيد إسرائيل للضربات على سوريا فى الأشهر القليلة الماضية هو جزء من الحرب الخفية التى وافقت عليها أمريكا).

لقد بدأ بالفعل تفعيل التقارب العربى مع دمشق، وكانت مصر النموذج الذى قاد مسيرة التقارب تجاه سوريا، وانعكس جو التقارب فى الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث التقى وزير خارجية مصر مع نظيره السورى للمرة الأولى منذ عشر سنوات. كما دعمت مصر مبادرة عودة سوريا للجامعة حيث أكد وزير خارجيتها سامح شكرى ضرورة رفع تجمبد عضوية سوريا فى الجامعة والمطالبة بمشاركتها فى القمة المقبلة التى ستعقد فى الجزائر الشهر القادم. كما أكد وزير خارجية الجزائر أن قضية سوريا هى أحد المحاور الرئيسية فى تحضيرات القمة العربية المقبلة مشيرا إلى أن عودة سوريا إلى مقعدها سيكون خطوة متقدمة من عملية لم الشمل وتجاوز الصعوبات الداخلية. وعمد الأردن إلى التقارب مع سوريا، فرأينا الملك عبدالله الثانى يبادر بالاتصال بالرئيس بشار، وهو الاتصال الأول منذ عشر سنوات، كما أعيد بالكامل فتح الحدود بين سوريا والأردن أمام حركة التجارة منذ سبتمبر 2021. وكانت عمان هى القوة الدافعة وراء اتفاق لضخ الغاز الطبيعى المصرى إلى لبنان عبر سوريا، وهى الصفقة التى من شأنها أن تعم بالفائدة على كل من سوريا والأردن ولبنان الذى يمر حالياً بأسوأ الأزمات الاقتصادية.

عودة سوريا إلى الجامعة العربية دعمته عدة دول تصدرتها دولة الإمارات منذ مارس الماضى عندما طالب وزير خارجيتها الشيخ عبدالله بن زايد بضرورة التعاون الاقليمى لبدء مسار عودة سوريا إلى محيطها العربى، وأردف قائلاً: (من الأهمية بمكان عودة سوريا إلى الجامعة وهو ما يتطلب جهداً أيضاً من الجانب السورى، وجهداً من الزملاء فى الجامعة، فالأمر يتعلق بالمصلحة العامة، أى مصلحة سوريا ومصلحة المنطقة. وشدد رئيس وزراء العراق على تأييد بغداد لعودة سوريا إلى الجامعة، بجانب تشجيع بلاده للحوار الداخلى السورى، كما لاقت المساعى العربية أيضاً دعماً من لبنان وتونس والبحرين وسلطنة عمان والسودان ليجمع كل هؤلاء على ضرورة عودة سوريا إلى الجامعة العربية لتظل قطر هى الاستثناء المعرقل لهذه الخطوة وللحديث بقية.