رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

نعيش هذه الأيام أجواءً إيمانية مباركة، في أحد أفضل الأشهر الحُرُم ومواسم الدعاء.. عظَّمه أهل الجاهلية، فلما جاء الإسلام ازداد فضلًا وتعظيمًا وتشريفًا.. إنه شهر رجب الأصبّ، الذي تُصَبُّ فيه الرحمات على العباد. 

شهرٌ تجلت فيه القدرة الإلهية بمعجزة الإسراء والمعراج، التي تعد عظيمة القدر، جليلة المعنى، لتُبرز وجهًا من وجوه الإعجاز في شخصية الرسول الأعظم محمد، كما تؤكد وحدة الرسالات وعالمية الدعوة الإسلامية.

رحلة تُجَسِّد العقل والروح، وقصة الوجدان والفكر، وتلهمنا روحانيات تحفزنا على السمو والنظر في ملكوت الله السماوي والأرضي، لكي نكون من عباده الذين يعيشون الوجود الحقيقي، ويتمثلونه وَعْيًا ونُضْجًا وفضيلة واستقامة.

تلك الرحلة المباركة والمعجزة الخالدة، تظل واحدة من ضروريات الدين، ويقينًا ثابتًا بِنَصِّ القرآن والأحاديث المتواترة.. فلم تكن حدثًا عاديًّا عابرًا، بل كانت تكريمًا لأفضل مخلوق، وبرنامجًا ربانيًّا للنبي، لِيُرِيَه المولى سبحانه من ملكوته وآياته الكبرى.

اللافت أنه في كل عام نحتفي فيه بهذه الذكرى العطرة، نسمع تشكيكًا من بعض الغوغائيين والجهلاء.. والملحدين، الذين «ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم»، غشاوة لا تستطيع معها عقولهم الفارغة أن تستوعبها!

أصواتٌ لا تستحي أن تُجاهر بغبائها وجهلها الفاضح، لإنكار معلوم من الدين بالضرورة، تَجَسَّد في استقبالٍ عظيمٍ ومهيبٍ للمصطفى، القادم الذي شَرَّفَ ذلك العالَم بحضوره، ليُصَلِّي بملائكة السماء، ويُصَلِّي خلفه الأنبياء.

الإسراء والمعراج، كانت معجزة حقيقية لتمحيص قلوب المؤمنين، وتثبيت الإيمان بالغيب، ضمن جملة الغيوب التي يجب علينا الثقة فيها والتصديق بها، خصوصًا أنها كانت خَرْقًا لأمور طبيعية اعتادها الناس، وتحققت بما حَوَتْه من تفاصيل مذهلة، في أقل من ثلثي ليلة واحدة!

نتصور أنه لا يجب مناقشة هذه الرحلة الخارقة التي تحققت جسدًا وروحًا للرسول الخاتَم، وليس لبشرٍ عادي، وإلا انتفت صفتها كمعجزة، ولذلك لا نُعَوِّل كثيرًا على إقناع هؤلاء المعاندين ومَن يُدَافع عنهم بحدوثها، لأنهم يحاولون إخضاع المعجزات لعقولهم القاصرة.

لذلك نعتقد أن «الإسراء والمعراج» معجزة خارقة لاختبار قوة العقيدة، ولم تكن تحديًا من الخالق العظيم لعباده، لأنه سبحانه يعلم أنهم لن يستطيعوا مطلقًا الإتيان بمثلها أو بعضها أو بما يشابهها، مهما بلغت قواهم وارتقت عقولهم وتطورت مخترعاتهم.

أخيرًا.. إن الذين ينكرون «الإسراء والمعراج» جملة أو تفصيلًا، عليهم مراجعة المعجزات الإلهية السابقة لأنبياء الله ورسله، وليس ببعيد عنها انتقال عرش بلقيس من مملكة سبأ باليمن إلى حيث كان يقيم نبي الله سليمان بالشام، في زمنٍ لم يتعدَّ طرفة عَيْن!

فصل الخطاب:

يقول الإمام عليّ: «اتقوا الفاسق من العلماء، والجاهل من المتعبدين.. أولئك فتنة كل مفتون»!

[email protected]