رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقى

 

 

 

إذا طالعت ما كان يدوّنه كُتّاب القرن التاسع عشر وحتى الربع الأول من القرن العشرين فى المطبوعات المختلفة، فستكتشف بسهولة كيف وثب النثر المصرى وثبات مدهشة عقب ثورة 1919، سواء فى الكتب والدوريات أو فى الصحف والمجلات، الأمر الذى أسهم بنصيب معتبر فى تطوير النثر العربى بأسره.

خذ عندك، على سبيل المثال ما نشر فى العدد الأول من جريدة الأهرام الصادرة فى 5 أغسطس 1876، أى منذ 146 سنة: (هذا هو العدد الأول من السنة الأولى لجريدة الأهرام المرعية بعناية الحكومة السنية والمستعدة الاستعداد التام لأن تجعل من يتصفح صفائحها واثقًا بما يطالعه لأنها تعانى البحث لتقف على الفوائد الصحيحة فتوفى بحقوق الجرائد وتكسب قبول الجمهور والاستقبال شاهد. فعلى أولى الغيرة والهمة مد يد المساعدة الأدبية المنتجة المادية وذلك بالإقدام على الاشتراك فنتشجع ولا نبالى بالصعوبات الابتدائية كيف كانت).

لعلك لاحظت المستوى المتواضع للصياغة رغم أننا فى الربع الأخير من القرن 19، فما بالك فيما كتب فى مطلع ذلك القرن نفسه؟ هكذا إذن كان حال النثر بعد الانحدار الكبير الذى استمر قرونًا عديدة عقب سقوط الدولة العباسية فى بغداد والاحتلال العثمانى لمصر فى 1517.

لذا حين جاء طه حسين والذين معه، قفزوا بالنثر قفزات بالغة الأهمية، وسأذكر لك بكل إجلال أسماء كوكبة معتبرة من الكُتّاب والصحفيين المصريين الذين أضاءوا الكتب والجرائد بنصوصهم الرائقة الجميلة فى المجالات الثقافية والإبداعية كافة بامتداد القرن العشرين، مثل: إبراهيم عبدالقادر المازنى وعبدالعزيز البشرى وتوفيق الحكيم والعقاد وسلامة موسى ومحمد التابعى وأحمد زكى ويحيى حقى وأحمد حسن الزيات وزكى مبارك وزكى نجيب محمود ومحمد زكى عبدالقادر ونجيب محفوظ ولويس عوض ومحمود العالم ومحمد عودة ومحمد حسنين هيكل وبنت الشاطئ ومختار العطار وأحمد بهاء الدين وإبراهيم فتحى وصلاح عبدالصبور وغالى شكرى وسلامة أحمد سلامة وفيليب جلاب ورجاء النقاش وفاروق عبدالقادر ورضوى عاشور ونصر حامد أبوزيد وجابر عصفور ومحمود بقشيش وغيرهم عشرات.

لا يغيب عن فطنة المتابع أن النثر المصرى لم يكن يحقق تلك الوثبات الرائعة دون أن تكتسى الحياة المصرية كلها بتطورات مدهشة عقب ثورة 1919، فى الاقتصاد والسياسة والمسرح والسينما والشعر والرواية والموسيقى والغناء إلى آخره، فتأثر الأساتذة الأوائل بهذا التطور وحرروا النثر من سجن البلاغة القديمة والتعبيرات المكرورة والمفردات المهجورة، ونفخوا فيه من أرواحهم ومواهبهم بما يلائم العصر الحديث.

أما نثر نجيب محفوظ نفسه فقد تطور بشكل مدهش من رواية إلى أخرى طوال ستين عامًا، والقارئ الحصيف يلاحظ ذلك.

لذا لا عجب ولا غرابة فى أن يستوعب الناثرون المصريون الجدد إنجازات الرواد الأوائل، ويضيفوا إليها ما يجعل النثر أكثر رشاقة وتألقًا، فها هى مصرنا الحبيبة تنجب أساتذة كبارًا يطورون بمواهبهم الخصبة فنون النثر من خلال الكتب التى يصدرونها، أو يعززون أفكارهم بنثرهم الفاتن على صفحات التواصل الاجتماعى، حيث يكتبون بلغة فصحى عذبة تواكب العصر وتمتع الوجدان. أذكر منهم، مع حفظ الألقاب: أحمد عبدالمعطى حجازى وصلاح فضل وبهاء طاهر وفهمى هويدى وعز الدين نجيب وكمال رمزى ورشيد العنانى وعبدالعظيم حماد واعتدال عثمان وسلوى بكر ومحمد المخزنجى وعبدالله السناوى ومحمود الوردانى وفوزى العشماوى ومحمد حماد وأحمد الخميسى ومصطفى بيومى ومصطفى عبدالله ومصطفى السعيد وأنور الهوارى ومجدى الطيب وعصام زكريا وعاطف معتمد ومحمد عبدالباسط عيد وإبراهيم داود والسماح عبدالله وعمار على حسن وأحمد الشهاوى وعادل ضرغام وعلاء الجابرى، وغيرهم كثير ممن يتقنون اللغة العربية الفصحى ويدركون أسرارها وحلاوتها، أما الناثرون العرب، فتلك قصة أخرى.

طوبى للنثر المصرى ونجومه الأكابر.