كلمة عدل
ما زال الحديث متواصلاً حول العلاقات المصرية ـ الأمريكية فى إطار المشروع الوطنى المصرى الموضوع بعد ثورة 30 يونيو، والمعروف أن التحرك المصرى الذى تحركه قناعات وطنية خالصة بشأن مختلف الملفات الإقليمية، يتعامل مع الأمور من خلال المبادئ الأساسية لمشروع مصر الوطنى والذى تركز على مشروع الدولة الوطنية، بعيداً عن التشرذم والتقسيم وخلافه من هذه الأمور التى تتنافى مع فكر الدولة الوطنية. وهذا ما تركز عليه القاهرة فى كل الملفات الشائكة فى ليبيا وسوريا واليمن والعراق. ومن هذا المنطلق تتحرك مصر بعيداً تماماً عن أى فكر غير فكر الدولة الوطنية. وهذا الموقف تعلنه مصر صراحة فى سياستها الخارجية بعد ثورة 30 يونيو، سواء فى العلاقات مع الولايات المتحدة أو روسيا أو غيرها من أى علاقة مع أى دولة فى العالم.
فكر الدولة الوطنية هو المحرك الرئيسى لمصر حيال كل الملفات الشائكة فى الإقليم، خاصة فى الدول العربية الشقيقة التى تعانى معاناة شديدة من أزمات الإرهاب والتطرف، ولذلك فإن المشروع الوطنى المصري، ضد التقسيم تماماً وضد الطائفية والعرقية وخلافها من الأزمات التى نشأت مؤخراً بعد 25 يناير، وكان من نتيجتها سقوط عدة دول عربية فى براثن الفرقة والاقتتال وخلافه من كوارث حلت بها كما حدث فى ليبيا واليمن والعراق وسوريا وكل ذلك ضد فكر الدولة الوطنية الذى يزيل كل أسباب الفرقة والتدخل فى شئون دول عربية.
فى العلاقات المصرية ـ الأمريكية، نرى أن الموقف المصرى واضح جداً، وهناك إرادة مصرية قوية على أن يسود فكر الدولة الوطنية القائم على رفض التقسيم والداعى إلى سلامة ووحدة الأراضى العربية الشقيقة وسلامة أراضيها، والعمل والحيلولة دون انهيار مؤسساتها الوطنية حرصاً على منع المزيد من الانقسام والفرقة ومنع هذا الاضطراب السياسى الذى ساد منذ سنوات خاصة للدول العربية التى تعانى الآن من انهيار مؤسساتها الوطنية. والمعروف أن الخاسر فى هذا الشأن هو شعوب هذه البلاد، ما جعل الدنيا خرابًا فى خراب، وجعل من الإرهاب هو السيد فيها، وهذا ما تفرضه أية علاقات سياسية مع أى دولة فى العالم.. إذن الذى يحرك مصر هو الدافع الوطنى الذى يؤصل لفكر الدولة الوطنية.
وللحديث بقية
رئيس حزب الوفد