رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

 

كتبت الأسبوع الماضى حول السجال الدائر بين الممثل محمد صبحى والمستشار بالديوان الملكى السعودى ورئيس هيئة الترفيه تركى آل الشيخ، وقلت إن هذا السجال يجب أن يكون فى نطاقه وحدوده الضيقة، وأن التراشق الذى حدث من البعض يجب أن يتوقف فوراً لأنه غريب علينا، وأشرت إلى مواقف وشخصيات نستلهم منها عمق العلاقة بين البلدين، وكان أولها زيارة الملك سلمان الأخيرة للقاهرة، ومواقف تاريخية للوزير أحمد قطان الذى لقبوه بعاشق مصر.

بعد المقال بساعات بدأت الاعتذارات، وكان أولها من الممثل باسم سمرة الذى خاض فى الأمر بما لا يليق، ووجه اعتذاراً للمستشار تركى آل شيخ عن سوء الفهم الذى حدث بسبب منشور دعمه لمحمد صبحى، وقال الممثل المصرى فى اعتذاره: لقد كان لى رد فعل خارج عن اللياقة، وكتبت بانفعال منشوراً اعتذرت عنه.. ونفى أن يكون قاصداً من تعليقه المستشار تركى آل الشيخ، وأكد تقديره له، قائلاً: هذا الرجل من المستحيل أن أهاجمه لأننى أعرف مدى حبه لمصر.

هذا الاعتذار جاء فى الوقت المناسب ليضع حداً لهذه الأزمة العابرة، ويغلق الباب أمام كل من يريد أن يعكر صفو العلاقات بين الأشقاء.

ولم تمر ساعات على هذا الاعتذار حتى فوجئنا بكلمات رائعة للكاتب الصحفى السعودى علاء محضر بعنوان: «مصر ليست صدفة».. تفاعل رواد مواقع التواصل فى البلدين مع ما كتبه الصحفى السعودى، حيث قال فى بعض عباراته: ليست صدفة أن تكون مصر أول دولة على كوكب الأرض منذ آلاف السنين.. وليست صدفة أن تأخذ مصر اسمها من اسم ابن سيدنا نوح عليه السلام، وليست صدفة أن يولد فيها نبى الله إدريس، وليست صدفة أن يولد فيها ويكبر نبى الله موسى، ويكلمه الله فى الوادى المقدس، وليست صدفة أن تكون فيها خزائن الأرض، ويكون فيها نبى الله يوسف بمثابة رئيس الوزراء.

ومن كلمات الصحفى السعودى القدير إلى مباراة الأشقاء فى كأس العالم للأندية التى كانت بين الأهلى المصرى والهلال السعودى، والتى جسدت بصدق روح الأخوة، وجاءت ردود الأفعال فريدة من نوعها.. فقد كان الأشقاء فى المملكة أول المهنئين بفوز النادى الأهلى، وكان فى مقدمتهم الأمير الوليد بن طلال الذى رصد مكافأة كبيرة لكل لاعب من الهلال فى حالة الفوز على الأهلى.. وكتب أحمد الشمرانى فى صحيفة عكاظ تعليقاً رائعاً قال فيه لا أنفى عشقى للأهلى المصرى.. ولا أتهرب من إعلان انتمائى.. كما أنا مع الأهلى الأجمل على كوكب الأرض.. وكان هذا العشق مذهبى.. لكننى لم أكن أتمنى أن يفعل ما فعل بهلالنا السعودى فى بطولة أندية العالم.. كلمات وعبارات لا تكون إلا بين الأشقاء، ولا تحدث إلا نادراً فى مثل هذه المباريات.

ومن الرياضة إلى السياسة فى ختام أسبوع حافل بالأحداث والمواقف بين مصر والمملكة، جاء مانشيت صحيفة «الوفد» فى عددها الصادر الجمعة الماضية تحت عنوان «مصر تجدد رفضها لاعتداءات الحوثيين»، وأشارت الصحيفة فى المانشيت الرئيسى إلى بيان الخارجية المصرية التى أعربت فيه عن بالغ إدانتها لمواصلة ميليشيا الحوثى هجماتها الإرهابية باتجاه أراضى المملكة العربية السعودية الشقيقة، وكان آخرها استهداف مطار أبها الدولى. وجددت مصر رفضها التام لمثل هذه الأعمال الإرهابية الدنيئة التى تمثل تهديداً صريحاً لأمن واستقرار السعودية.. وأكدت مصر مجدداً تضامنها الكامل مع المملكة فيما تتخذه من إجراءات لصون أمنها واستقرارها، وضمان سلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها.

هكذا كانت المواقف التى جاءت بعد ساعات من أزمة عابرة لتؤكد أن العلاقة بين مصر والمملكة هى علاقة شعب واحد وأمة واحدة ومصير مشترك.